إدلب.. تصعيد آخر
إدلب.. تصعيد آخر
● مقالات رأي ٣٠ سبتمبر ٢٠١٧

إدلب.. تصعيد آخر

تدفع محافظة إدلب ثمن مواقفها الثابتة ضد نظام الأسد، يحاول الطيران الروسي والسوري فصل الثورة عن قاعدتها الشعبية فهل سينجح بذلك؟

هدن واهية وخيوط تحاك هنا وهناك؛ اجتماعات لا تسفر إلا عن مزيد من التصعيد والاختراقات، منذ أكثر من عشرة أيام وبعيد "أستانا ستة" لم يهدأ الطيران الحربي السوري وحليفه الروسي في الانقضاض على مناطق سيطرة المعارضة مخلفة وراءها شلال دم لم يتوقف منذ بدء الحملة ومئات من الشهداء والجرحى وخسائر المادية لا تحصى.

يوم أمس الجمعة عاد الخوف من جديد إلى قلوب الناس في مدينة إدلب، إذ شهدت تحليق للطيران الحربي لا مثيل له منذ بداية الهدنة منذ أشهر إذ تعرضت لثلاث غارات جوية بالطيران الحربي للمرة الأولى منذ بدء الحملة؛ والذي أدى لوقوع أضرار مادية فقط.

فيما تعرضت مناطق عدة من مدن وبلدات ريف المحافظة لغارات جوية أسفرت عن وقوع العشرات من المدنيين بين شهيد وجريح، إذ تعرضت مدينة جسر الشغور وريفها للعديد من الغارات الجوية بالصواريخ الفراغية والقنابل العنقودية، إضافة لاستهدافها براجمات الصواريخ.

أما حارم فقد سقط عشرة مدنيين وجرح آخرون بقصف جوي روسي استهدف المدينة على الحدود السورية التركية بريف إدلب الغربي، وفي التمانعة أيضاً فقد استشهد ثلاثة مدنيين وامرأة أخرى في قرية كفر جالس القريبة من مدينة إدلب.

بلدة أرمناز في الريف الشرقي،  شهدت ليلة داميةً إذ نالت العدد الأكبر من الغارات الجوية يوم أمس، كان آخرها حينما أفرغت طائرة حربية حمولتها المقدرة بستة صواريخ دفعة واحدة على حي سكني أدّى إلى تدمير الحي بالكامل، وخلّف وراءه مجزرة راح ضحيتها حوالي الأربعين شهيداً وأكثر من خمسين جريح أغلبهم من النساء والأطفال، أشلاء هنا وهناك ودماء فاضت في المكان وحجم الدمار لا يصدق والبكاء سيد الموقف، أما فرق الدفاع المدني أصحاب القبعات البيضاء استمرت بواجبها الإنساني بالبحث عن العالقين تحت الأنقاض حتى ساعة متأخرة من ليلة أمس.

تسعة وثلاثون نقطة استهدفتها الغارات بالطيران الروسي على محافظة إدلب خلال الأربع والعشرين ساعة التي تلت الهدنة؛ في الوقت الذي كثف الطيران فيه طلعاته ليبلغ التسعين طلعة جوية، كان تركيز الغارات على المناطق الحدودية التي لم تكن تقصف من قبل إلا نادرا كسرمدا وحارم، ما دعا ناشطون للتساؤل عن سبب اقتراب الطيران الروسي من المجال الجوي التركي إلى هذا الحد إذ لم يكن يفعلها من قبل مع تصدّي المقاتلات التركية فيما لو فعل ذلك.


لماذا يتم اختراق الهدنة؟
في ظل الغموض بالقرارات لم يعرف إلى الآن ما هو السبب الحقيقي وراء خرق روسيا للهدن التي تتم بموجبها وبعلمها وهي الطرف الوسيط والضامن في أي مباحثات، يقول نشطاء أنها قد تسعى ليكون لها مكانة ودور أكبر في إطالة الحرب والضغط على المعارضة من جهة والتوصل إلى توافق أكبر بينها وبين تركيا من جهة أخرى.

الكثير من السوريين عولوا كثيراَ على اجتماع أنقرة أول أمس؛ الذي جرى بين الرئيس التركي ونظيره الروسي، وتركز اهتمامهم على الدور التركي تحديداً، ولكن الواقع أتى مريرا مخيبا للآمال بما شاهدوه من مظاهر القصف والدمار والدماء والأشلاء هنا وهناك، ما جعل المشهد يبدو أن ما يجري من توقيع لأوراق فوق الطاولة مختلف عما يجري تحتها.

وفي خضم الأحداث والتآمر الذي تشهده الساحة يترسخ الموقف لدى الثوار أن لا سبيل للخروج مما فيه إلا بإرادة حقيقة من الشعب السوري دون التعويل على الأطراف المتعلقة بها.

المصدر: شبكة شام الكاتب: أسماء العبد
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ