إيران تتحمل مسؤولية العبث بأمن المنطقة
إيران تتحمل مسؤولية العبث بأمن المنطقة
● مقالات رأي ٧ نوفمبر ٢٠١٧

إيران تتحمل مسؤولية العبث بأمن المنطقة

يمكن أن نقسّم الأحداث المتعلقة بالدول إلى عدة أقسام، فهناك من بلغت درجة إيمانه أن إيران قد قبضت على عواصم عربية بعد أن تغلغلت بميليشياتها في دولة عربية عريقة وكبيرة في حضارتها وتاريخها ورجالها هي العراق، وهناك من لم يؤمن بهذا، ويرى في الأفق عراق العروبة وهو ما زال جزءاً من جسد أمته، بمعنى أنه لن يكون رهناً لإيران رغم احتفالات إعلامها وعملائه، وستنتهي الفوضى في المنطقة، وستقلم أظافر النظام الإيراني في كل العواصم العربية التي أنشبها فيها، وكانت الأولوية معقودة بمواصلة الجهود لإيقاف العبث الذي يمارسه هذا النظام في دعم الميليشيات؛ سواء في العراق أم في لبنان أم في اليمن، ومدّ الحوثيين بالصواريخ الباليستية والألغام في انتهاك صارخ لقرار مجلس الأمن رقم 2216، وبناء عليه أدان وزراء الخارجية ورؤساء هيئات الأركان العامة للدول الأعضاء في التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن تحركات إيران الإرهابية.

بهذا الشكل أتت الوقفة العربية الخليجية الحازمة، وبتحرك سعودي متفرد ومتميز؛ لتجسّد حقيقة العلاقة المتينة وإعادة توهجها بين الدول الأربع ودول التحالف، لإيقاف ما تقوم به إيران عبر ميليشيا الانقلابيين، من قتل للشعب اليمني وتعريضه للجوع والخوف والمرض والعبث بمقدراته، وتهديدها لأمن واستقرار دول المنطقة.

إن الأمر باختصار يتعلق بإيران، وهو بمثابة معركة تدور بينها وبين الدول العربية تضيف إلى وجودها شيئاً مخزياً تظهره للعالم بصورة مارقة ومنحرفة، تريد باختصار تسخير خدماتها لنشر الفوضى في كل مكان من المنطقة.

ويمكن للمسكون بهموم السياسة، والحامل للجينات العربية أن يتوق لمعرفة إجابة السؤال الأهم الذي ما زال ساخناً، يقول السؤال: لماذا تركنا ميليشيات إيران تستولي على المراكز القيادية في دولنا وفي العراق أولاً، وتسلب من شعوب تلك الدول كثيراً من حقوقهم وتقتل أحلامهم وآمالهم؟ كيف بلغ الأمر أن تعارضت سياسات القوى الدولية وتخاذلت عن إنقاذ العراق وسوريا واليمن، من براثن وذيول إيران، ثم من قطعان «داعش» وميليشيا الحوثيين؟ إذ لا يعدو الأمر أن يكون إفراطاً في إبراز قوتها للملأ، ولا يرى العالم إلا النزر اليسير من إشاراتها وصواريخها الباليستية، وهي تعمل في الخفاء على زعزعة أمن دول الخليج. وهذه الإدانة الأخيرة من التحالف تحمّل النظام الإيراني وأدواته مسؤولية العبث بأمن المنطقة، والانتهاكات التي ترتكبها الميليشيات الحوثية ضد الأطفال، والزج بهم في النزاع المسلح.

لدينا إذن لائحة واضحة في ثلاث لحظات، في بدايتها ضرورة قيام دول التحالف بإبراز رسالتها، ووسطها الاستمرار في كشف المخططات والممارسات الإجرامية التي تقوم بها ميليشيات الانقلابيين، بدعم من إيران و«حزب الله»، ونهايتها أن الجماعة الحوثية المسلحة هي أول جماعة إرهابية خارج القانون تمتلك القدرات الباليستية، وهو خطر حقيقي وتقاطع طرق.

لا شك أن الحقائق المنحوتة ستظهر، وينفض عنها ركام السنين، بعدما ران عليها العنف والحرب، وبهذا يتبين أن الجهود المبذولة من المملكة العربية السعودية تمثل تاج السياسة الحكيمة، ونضج الرؤية، وبهذه المنزلة يكتمل البناء فيها، فتحددت معالمها، وعمل الملك سلمان ورئيس الوزراء العراقي بمقتضى ذلك على البدء في تأسيس مرحلة جديدة وتغير المواقف والتصورات الماضية، وتؤسس للعلاقة المتمكنة مع تجاوز العقبات.

وأكدها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بالدعم والتأييد لوحدة العراق واليمن واستقرارهما، قائلاً حول العراق: «إن الإمكانات الكبيرة الموجود في السعودية والعراق تتيح فرصا كبيرة لبناء شراكة فاعلة، تحقق الأهداف والتطلعات المشتركة بين البلدين».

ولا عجب عندئذ أن تجد صدى للجهود المبذولة، وما تحقق من إنجازات في القضاء على الإرهاب والطائفية التي تواجه دول المنطقة، ومن هذه الحوادث التي مرت بالشعب العراقي «داعش»، وميليشيات مدعومة من إيران تزعزع أمنه واستقراره، وها هي اليوم القوات العراقية تطرد «داعش» من مناطق جديدة في القائم.

المصدر: الشرق الأوسط الكاتب: مها محمد الشريف
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ