الولايات المتحدة وتركيا ما بعد عفرين
الولايات المتحدة وتركيا ما بعد عفرين
● مقالات رأي ١٥ مارس ٢٠١٨

الولايات المتحدة وتركيا ما بعد عفرين

مضى على انطلاق عملية غصن الزيتون أكثر من خمسين يومًا، ولم يبق إلا بضعة كيلومترات على مركز المدينة. لم تعد وحدات حماية الشعب قادرة على إبداء مقاومة كبيرة في محيط مركز المدينة.

تسقط القرى الواحدة تلو الأخرى تحت سيطرة القوات التركية والجيش السوري الحر، بينما تشارك القوات الخاصة من الشرطة والدرك التركية في القتال إلى جانب الجيش.

منذ انطلاق العملية في 20 يناير وحتى ما قبل أسبوع كانت الأحوال الجوية في غير صالح تركيا. لم يكن ممكنًا للطائرات المسيرة التقاط المشاهد من الجو أو للطائرات المسيرة المسلحة تنفيذ هجمات، جراء سوء أحوال الطقس.

لكن مع تحسن الجو اليوم، ارتفع نجاح الهجمات إلى أعلى مستوى. وبينما بدأت قيادات وحدات حماية الشعب بمغادرة عفرين، فرت الميليشيات الصغيرة التابعة للنظام السوري.

من جهة أخرى، يعمل عناصر وحدات حماية الشعب على قطع الطريق أمام المدنيين الراغبين بمغادرة مركز المدينة، ليستخدمونهم كدروع بشرية.

تم القضاء على أكثر من ثلاثة آلاف إرهابي حتى اليوم، بينما سقط 43 شهيدًا. أثبتت تركيا للصديق والعدو أن قوتها العسكرية ما زالت في أوج حيويتها خلال عملية درع الفرات، فيما برهنت أن جيشها هو الأكثر فعالية واستعدادًا للتضحية في الناتو.

من جهة أخرى، لم نرَ حتى اليوم ممن نسميها حليفنا في الناتو، الولايات المتحدة، أي خطوة من أجل الحيلولة دون انتقال الآلاف من عناصر وحدات حماية الشعب إلى عفرين.

كما أننا لم ننسَ تهديدات الجنرالات البنتاغون أمام الصحافة في منبج، بالقول إن تركيا قصفتهم، وإن ردهم سيكون أكثر عدوانية.

وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أعلن عن توصل بلاده إلى اتفاق مع الولايات المتحدة حول وضع وحدات حماية الشعب في منبج وشرق الفرات.

قد يكون إعلان هذا الاتفاق تكتيكًا أمريكيًّا للمماطلة، لأن إدارة أوباما كانت قد وعدت بأن وحدات حماية الشعب لن تعبر إلى غرب الفرات.

من جهة أخرى، قد يكون هذا التوافق تكتيكًا تركيًّا للماطلة، لأن أنقرة تواصل توجيه رسائل بأنها "ستستمر في طريقها"، من خلال خطابات الرئيس رجب طيب أردوغان.

وعلى أي حال، يبدو أننا سنشهد أيامًا تاريخية في أبريل ومايو القادمين، من ناحية اتفاقنا مع الولايات المتحدة حول منبج.

المصدر: صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس الكاتب: هلال قابلان
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ