بين جاهزية “التطبيع” و جهاز “الإنعاش” .. العبث الأمريكي - الروسي على أمواج “دم” السوريين
بين جاهزية “التطبيع” و جهاز “الإنعاش” .. العبث الأمريكي - الروسي على أمواج “دم” السوريين
● مقالات رأي ١ أكتوبر ٢٠١٦

بين جاهزية “التطبيع” و جهاز “الإنعاش” .. العبث الأمريكي - الروسي على أمواج “دم” السوريين

يترنح الحوار الروسي - الأمريكي على جهاز الانعاش كما وصف المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ، بعد أكثر من عشرة أيام على انهيار الهدنة الأخيرة ، والتي أفضت حتى اللحظة إلى ما يفوق الـ ٥٠٠ شهيد و آلاف الجرحى في حلب وحدها، ووسط هذا الترنح خرج جون كيري يآساً من العملية برمتها ، و مستسلماً بشكل يشي بأن لم يعد بالامكان أكثر مما كان .

فبعد الاتصال الأخير ، مساء الجمعة ، بعد عرابي الاتفاق جون كيري و سيرغي لافروف ، خرج كالعادة بيانين متناقضين يفتحان الآفاق باسهاب أمام جملة متوالية من التحليلات التي لاتصل إلى معنى دقيق لما تم ، و لكنها تصب في زيادة الغموض في العلاقة “الغير نظيفة تاريخياً” بين الطرفين فيما يتعلق بالملف السوري.

فبيان الخارجية الروسية كان كالعادة ابداء لرغبة في الحل ، و استعداد للولوج به ، شريطة التي تبقى الطائرات تحوم في الأجواء السورية و تقتل و تجرح و تدمر ما تشاء و أينما تشاء دون أي توقف ، و في الوقت ذاته تضع روسيا سلسلة من الاحجيات كفصل المعارضة و تصنيفها و ادلاء بالمعلومات الدقيقة عنها ، وصولاً لما وصفه بيان الخارجية الروسية بـ”التطبيع في حلب”، تطبيعاً لم يوضحه البيان ، و لكن المجريات تشير إلى صفقة جديدة تزيد من رصيد حلفاء روسيا على الأرض.

أمريكا المنقسمة على نفسها و داخلها خرجت بتصريح يفهم منه اليأس و اليقين أن لا حل سياسي ، و إنما الفصل ميداني بحت ، و لكنها كما عادتها تلجئ إلى الكلام عن النيات و التأكيدات على استمرارية الأبواب المفتوحة أمام المفاوضات ، و لو تمتلك يقينا تام بأنها تحاول عبثاً في احياء جسد متعفن بعد أن ملّ من الضرب المتكرر .

كلام المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية مارك تونر عن أن الولايات المتحدة الأمريكية "على وشك" تعليق الاتصالات الثنائية مع روسيا بشأن سوريا، في اشارة إلى أن هذا لن يغلق ، أتبعها بتوصيف الحالة بأنها “بغرفة الانعاش” بأن الموت قد يلحق به بأي لحظة ، و إن لم يلحق لن يكون بحال جيدة للاستمرار.

و بعيداً عن المعلن و ما يرشح للعوام ، كان في حديث جون كيري لمجموعة “صغيرة” من السوريين ، تأكيد دون مواربة أن الامور انهارت ، و أن صقور “الحل السياسي” في ادارة باراك أوباما “المنتيهة” قد فقدوا أي دليل على صوابية مسيرتهم طوال السنوات الماضية ، و على وجه الخصوص العام المنصرم الذي حمل في طياته العدوان الروسي على الشعب السوري.

و لكن يأس كيري و احباطه انسحب على مختلف القطاعات وصولاً إلى العسكرة ، معتبراً في جزء من حديثة ، الذي سربته نيورك تايمز أمس ، أنه وسيلة للتعبير عن الغضب الأمريكي من الخيانات الروسية المتتالية ، و لكن كما قلت اليأس أصاب كل مفاصل الاداراة الأمريكية ، التي كانت تمني النفس بأن تخرج من الحكم عبر وضع الأمور على سكة الحل المؤقت ، ولكنها وضعتها على سكة الموت الموسع، و هذا ما بدى من حديث كيري أن "أي جهود أمريكية أخرى لتسليح المعارضة أو الانضمام للقتال قد تؤدي لنتائج عكسية.”، هذه النتائج دفعته للطلب من المعارضة الرضوخ و الدخول في حكومة انتقالية كما يرغب الأسد كـ”حل”.

بين جاهزية التطبيع الروسية و جهاز الانعاش الأمريكي يترنح مئات آلاف السوريين في حلب و الغوطة الشرقية ، التي دخلت في المقتلة اعتباراً من الأمس مع استشهاد قرابة ٢٠ مدنياً في مشهد مشابه لبدايات ماحدث في حلب، ليكون الجرح الغائر في مكانيين و يؤلمان أكثر و يلزمان الجميع بأحد الخيارين  إما الموت قصفاً أو الموت تحت حكم الأسد حصاراً أو اعتقالاً.

المصدر: شبكة شام الاخبارية الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ