"كفريا والفوعة" البقعة الأكثر أمناً في إدلب وطائرات روسيا تستبيح دمائنا
"كفريا والفوعة" البقعة الأكثر أمناً في إدلب وطائرات روسيا تستبيح دمائنا
● مقالات رأي ٢٥ سبتمبر ٢٠١٧

"كفريا والفوعة" البقعة الأكثر أمناً في إدلب وطائرات روسيا تستبيح دمائنا

تتصاعد حدة الضربات الجوية الروسية على مدن وبلدات ريف إدلب، وتتزايد معها شلالات الدم والدمار والتشريد من جديد، ضمن حملة هستيرية على المحافظة كرد روسي على معركة بدأت فيها تحرير الشام بريف حماة الشمالي ليوم واحد وتوقفت بعد ذلك دون تبريرات عن الأسباب، تاركة المناطق المدنية عرضة لأعتى هجمة من عدو اعتاد على منظر شلالات الدم والدمار.

في كل قوانين الحرب في العالم يكون الهجوم أفضل وسيلة للدفاع، أو على أقل تقدير الضغط وتحقيق التوازن في القتل والرعب والتدمير، لتجبر عدوك على الخضوع ووقف القصف والقتل، من خلال استهدافه مواقع حساسة تصيبه في مقتل، وهذا مالم تستخدمه الفصائل حتى اليوم في ردع الفورة الروسية لقصف المدنيين في إدلب بعد أن تعطش لدماء أهلها لأشهر عدة عاشوها بدون قصف ودماء.

ولعل الأوراق التي تملكها الفصائل في إدلب والتي تستطيع تغيير الموازرين والضغط على روسيا لوقف الحملة كثيرة جداً، من هذه الأوراق هو حلفائها الميليشيات الشيعية المحاصرة في بلدتي كفريا والفوعة، والتي فرغت من غالبية المدنيين فيها خلال عمليات الإخلاء السابقة، وباتت الميليشيات الشيعية تعيش في نعيم من الأمن والأمان بعيداً عن القصف، بعد أن غدا محاصروها هم حماتها الساهرون على أمنها، في الوقت الذي تعيش المدن والبلدات المحيطة بها جحيم القصف والموت اليومي.

طيلة الأيام السبعة من الحملة العسكرية على ريف إدلب لم تقصف الفصائل ولو صاروخاً واحداً على الميليشيات الشيعية في بلدتي كفريا والفوعة، واكتفت ببضع رشقات من الصواريخ على مواقع لقوات الأسد، لم تكن أكثر من إبر مسكن لتهدئة الشارع الغاضب، في الوقت الذي تمنع فيه الفصائل أي استهداف للميليشيات الشيعية والتي لو ضربت بقوة أو شنت حملة عسكرية ضدهم لربما تخفف من الغارات المستعرة على المدنيين.

ولربما يقول قائل بأن الفصائل مرتبطة باتفاق طويل المدى مع الميليشيات الشيعية، نعم هو الوفاء بالعهود، ولكن ... كم عهداً نقصه الروسي وقلبوا الأرض وقتلوا وسفكوا من الدماء ولم يلتزموا بأي اتفاقيات، كذلك إيران وكذلك الأسد، إلا أن الفصائل تلتزم لأن فيه مصلحة لها وفيه منفعة للفصيل على حساب دماء الشعب السوري النازف.

يتساءل الشعب المعذب المستباحة دمائه عن موقف آلاف العناصر المدججين بالسلاح، المعتزين بأنفسهم وسلاحهم، المتبخترين فيه في الساحات والطرقات والأعراس والحفلات، أين هذا السلاح اليوم، وأين أنتم من نجدة المستضعفين والاستجابة لنداء الثكالى والأرامل ..؟، أين أنتم من أنات الجرحى وأوجاع المشردين في المخيمات ...؟، أما آن للصادقين أن يصحوا ويقفوا موقف رجل واحد للذود عن أهلهم والدفاع عنهم ورد الظلم .... آلا نامت أعين الجبناء.

المصدر: شبكة شام الكاتب: أحمد نور
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ