ماذا يريد حزب الشعب الجمهوري في سوريا؟
ماذا يريد حزب الشعب الجمهوري في سوريا؟
● مقالات رأي ١٨ سبتمبر ٢٠١٨

ماذا يريد حزب الشعب الجمهوري في سوريا؟

لا شك أنكم قرأتم بيان حزب الشعب الجمهوري عقب تنفيذ جهاز الاستخبارات التركي عملية نوعية في اللاذقية، تمكن عبرها من جلب عنصر المخابرات السورية زعيم الشبكة التي  نفذت تفجير مدينة ريحانلي، جنوب تركيا.

يقول الحزب في بيانه: "لو أن تركيا تباحثت مع الأسد لما وقع تفجير ريحانلي، ولما اضطر جهاز الاستخبارات التركي لتنفيذ هذه العملية".

ما هذا المنطق، وما هذه المعارضة؟ على الرغم من انكشاف وقوف مخابرات الأسد وراء مجزرة تفجير ريحانلي، هل من السياسة أو المعارضة اعتبار مسألة التباحث مع الأسد "طريقًا للحل"، أو جعل هذه المسألة هاجسًا؟

ما معنى أن يطلب حزب الشعب الجمهوري إجراء مباحثات مع الأسد الملطخة يداه بالدماء والمسؤول عن مجازر بحق الآلاف في سوريا، في حين أن الحزب يرفض لقاء رئيس الدولة التركية المنتخب؟

وعلاوة على ذلك، يعتبر النظام السوري ولاية هطاي ضمن أراضيه على خريطته السياسية، فما سبب شغف حزب الشعب الجمهوري بالبعث والأسد؟

لندع هذه التناقضات جانبًا للحظة، ماذا سنبحث مع النظام السوري، وأي مشكلة سنحلها معه؟


معضلة حزب الشعب الجمهوري

المسألة الأولى، ما الذي يمكن بحثه مع نظام أخمد مطالب ديمقراطية محدودة للشعب في سوريا، وأرسل ملايين المدنيين السوريين إما إلى الموت أو إلى الهجرة؟

بينما يدين هذا النظام ببقائه في الحكم إلى روسيا ويعتمد عليها مباشرة، من العبث على صعيد السياسية الدولية "اقتراح التباحث مع الأسد".

المسألة الثانية، تتعلق مباشرة بالعلاقة ما بين حاضر ومستقبل سوريا. هذا البلد مقسم اليوم إلى جزءين، أحدهما يقع تحت سيطرة الولايات المتحدة عن طريق حزب الاتحاد الديمقراطي، ذراع "بي كي كي" في سوريا.

موقف الولايات المتحدة من إدلب متعلق مباشرة بشرق الفرات، وفي الحقيقة لا تعتبر واشنطن دخول النظام إدلب مشكلة، وما تقوم به هو المساومة على قبول الأطراف الأخرى سيطرتها على جزء من البلد باستخدام مرتزقتها في حزب الاتحاد الديمقراطي.

من يدافع عن منع انتقال الحالة التي تعيشها سوريا اليوم إلى الغد، أي عن عدم تقسيم هذا البلد؟

تركيا هي من تدافع بصراحة عن الوحدة السياسية لسوريا، وعن حكومة مشروعة تمثل الشرائح المختلفة للشعب، وعن سلام ينبذ العناصر الإرهابية. تتبع تركيا بإصرار هذه السياسة في إطار اتفاق مع روسيا وإيران.

في الحقيقة إجراء لقاءات مع الأسد، الذي ارتكب مجزرة في تركيا، لن تنفع إلا في تمهيد الطريق أمام الأعمال الإرهابية للمخابرات السورية الساعية إلى زعزعة الاستقرار في تركيا.

كما ان هذا المقترح سينقص من اعتبار تركيا على الصعيد الدولي وسيكون له تبعات من قبيل إضعاف موقفها في مواجهة العالم الغربي من خلال جعلها في موضع من بجلس إلى طاولة المباحثات مع ديكتاتور ارتكب مجازر بحق شعبه.

المصدر: صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس الكاتب: وداد بيلغين
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ