أحداث " قلب لوزة " في إدلب.. رسالة للطائفة في السويداء.
أحداث " قلب لوزة " في إدلب.. رسالة للطائفة في السويداء.
● مقالات رأي ١١ يونيو ٢٠١٥

أحداث " قلب لوزة " في إدلب.. رسالة للطائفة في السويداء.

بعد سنوات من غيابها عن الساحة الإعلامية تعود بلدات جبل السماق في شمال إدلب الى واجهة الأحداث بقوة على خبر مفاده إرتكاب جبهة النصرة مجزرة بحق العشرات من أبناء بلدة " قلب لوزة " أحد قرى الطائفة الدرزية في جبل السماق وتهافت إعلام النظام والأعلام المحسوب على الثورة المناهض لجبهة النصرة لتضخيم الحدث ونشر الأخبار التي تفيد بمجازر ومذابح ترتكب بحق الطائفة الدرزية في شمال سوريا.


وحسب ما أفاد ناشطون أن القضية لا تتعدى كونها خلاف بين مجموعة امنية لجبهة النصرة كونها معنية بحماية المنطقة وعائلة من أهالي بلدة قلب لوزة رفضت تسليم منزل لأحد الشبيحة العاملين مع النظام حسب اتفاق مسبق بين النصرة والأهالي لتسليم منازل الشبيحة والعاملين مع النظام من أبناء الطائفة للنازحين الهاربين من مناطقهم الى المناطق الحدودية مع تركيا وأن الخلاف تطور لشجار دفع أحد شباب القرية لحمل السلاح واستهداف الدورية ما أوقع قتيلين من جبهة النصرة والتي ردت بالمثل فوقع عدد من القتلى في صفوف الطرفين تحدثت المصادر العدد النهائي وصل لقتيلين من النصرة وسبعة من أهالي البلدة شاركوا في الاشتباك لتدخل بعدها عدة فصائل كحركة أحرار الشام ووجهاء من الطائفة الدرزية وتحل الخلاف وتتوعد بمحاسبة المسؤولين.


ولكن هذه القضية استغلت من عدة أطراف بالتزامن مع نداءات عدة للطائفة الدرزية ولاسيما في جنوب سوريا لإعادة ترتيب اوراقها واتباع سياسة التصالح مع أهل حوران بعد سقوط اللواء 52 بيد ثوار درعا وإدراك النظام استحالة بقائه في السويداء المركز الرئيسي للطائفة الدرزية فعمل على نقل قطعاته العسكرية منها وهذا ما تحفظت عليه الطائفة وحاولت منع النظام من اخراج السلاح من المحافظة وسط حالة توتر بين الأطراف ودعوات من قيادات معروفة برمزيتها بين أبناء الطائفة لترك النظام والتحرك ضده كان على رأسها رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني وليد جنبلاط الذي استنكر في بيان صادر عنه الحادثة متهماً أطراف عدة بتضخيمها وأن" المعلومات التي تم الترويج لها مغايرة للحقيقة خصوصاً لناحية ما تم تداوله عن ذبح تعرض لها الموحدون الدروز، ويوضح الحزب أن ما حصل هو إشكال وقع بين عدد من الأهالي في بلدة قلب لوزة في جبل السماق وعناصر من جبهة النصرة حاولوا دخول منزل أحد العناصر الذي يعتبرونه مواليا للنظام السوري، وقد تطور الإشكال إلى إطلاق نار أوقع عددا من الشهداء. ولقد تم تطويق هذا الإشكال ووضع حد له في إطار من التواصل والتعاون مع كل الأطراف الفاعلة والمعنية".


وتعتبر منطقة جبل السماق الواقعة في شمال سوريا على الحدود التركية مع محافظة إدلب موطناً لأكثر من عشرين ألف مواطن من أبناء الطائفة الدرزية توزعوا في خمسة عشر قرية صغيرة أهمها " بنابل - قلب لوزة " في منطقة جبلية تمتزج بها حضارات القدامى بالحاضر من خلال عشرات المباني الأثرية والكنائس التي يعود وجودها لعصور بعيدة وقد اتبع أهالي هذه المناطق سياسة الحياد وعدم مساندة النظام أو التعاون معه إلا من كان في مناطق النظام وحافظ على ولائه له فلم تدخل هذه القرى في محاربة الثورة بل كان لها مواقع عدة مؤيدة للثوار والثائرين في الشمال وموطناً لعشرات العائلات من طوائف مختلفة هجرت من مساكنها لتلقى المودة والاستقبال لدى أبناء الطائفة التي فتحت أبوابها لاستقبال النازحين وهذا ما دفع أغلب الفصائل للتواصل مع مشايخ ووجهاء الطائفة وقدموا لهم العطاء والمساعدات الغذائية وبعض المشاريع الخدمية كحفر الأبار لاستجرار الماء وغير ذلك من الخدمات فكانوا جزاً لا يتجزأ من نسيج محافظة إدلب والذي حافظوا عليه رغم كل محاولات النظام لزجهم في الصراع ضد الثورة وضرب النسيج المتنوع في المحافظة ولكن كل محاولاته فشلت ليقين الطائفة الكامل في الشمال أن من يحميهم ويؤمن العون لهم ولأبنائهم هو من يستحق الوقوف معه ولو بالكلمة إذ لم ينخرط شباب الطائفة في الحراك المسلح ضد النظام أبداً واكتفوا بالتأييد للمطالب المشروعة للشعب السوري الثائر.


ويرى متابعون أن إثارة الخلاف بين جبهة النصرة التي تتولى حماية هذه المناطق منذ أكثر من عام بعد أن كانت تحت حماية جبهة ثوار سوريا بقيادة جمال معروف الذي التقى بوجهاء الطائفة وقدم لهم التطمينات والمساعدات مراراً هدفها زعزعة الوضع المتوتر بين النظام ورأس الطائفة في السويداء وايصال رسالة للطائفة الدرزية أن مصير الأقليات في خطر إن وقفوا ضد النظام الحامي لهم حسب إعلامه وأن الفصائل الإسلامية الزاحفة الى السويداء مع فصائل الجيش الحر ستقتل أبنائهم وتسبي نسائهم في حال سقط النظام فكانت هذه الحادثة والتي نظر إليها البعض أنها بفعل عملاء للنظام عملوا على التعرض للنصرة التي ردت بقوة لاستغلال هذه الحادثة بشكل كبير في إيصال أول رسالة للأقلية الدرزية في سوريا عامة وليس في إدلب وهذا ما حصل وتناوب على ترويجها وتضخيمها الإعلام الحاقد من عدة أطراف.

المصدر: شبكة شام الكاتب: زين العمر
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ