أسمع جعجعة ولا أرى طحين.. التدخل الروسي مثال
أسمع جعجعة ولا أرى طحين.. التدخل الروسي مثال
● مقالات رأي ٣٠ سبتمبر ٢٠١٥

أسمع جعجعة ولا أرى طحين.. التدخل الروسي مثال

يصفق طويلاً و متواصلاً و بحرارة إعلام نظام الأسد فرحاً بالدخول الروسي الرسمي إلى ساحة المعارك في سوريا ، و يجلس مرتقباً و يعد الدقائق التي يعلن فيها النصر المؤزر لقواتهم المتعددة الجنسيات و التي أضيف لها جنسية جديدة ، فيما الواقع و الشواهد لا تدل على أن هذه اللحظات ستكون قليلة أو أن النتيجة ستكون حتمية .

في عودة سريعة لعدة نقاط يمكن الحديث عنها كشواهد على أن التدخل الروسي الوقح ، لن يكون ذي فعالية إطلاقاً اللهم من حيث الهالة الإعلامية و كما يعرف "بروبغندا" لا تتجاوز حدود العالم الإفتراضي ، مكتوب كان أم مرئي أو مسموع .

فطوال السنوات الأربع الماضية لم يفراق الطيران الحربي الأجواء السورية ، و لم يستكين أو يتوانى عن القصف الدائم لكل ماهو موجود على الأرض ، و لم يستطع رغم كل ذلك من حسم معركة واحدة و لاحتى تأمين الحماية الكافية لمنصات إنطلاقه "المطارات" ، التي شهدنا على سقوط العديد منها و محاصرات عدد آخر.

طوال السنوات الأربع التي لم تهدأ فيها المعارك في جميع النقاط ، لم يكن سلاح الطيران عاملاً مفصلياً في إنهاء أي معركة أو حسمها ، ان كان عاملاً مساعداً و لكنه ليس حاسم حتماً .

و في ذات الإطار تحتاج الحملات الجوية إلى حملات برية مرافقة ، تتناسب مع أهمية و قوة النقطة التي يتم مهاجمتها ، الأمر الغير متوافر ، فقوات الأسد قد تم إستهلاكها بشكل كامل و تحولت إلى جماعات تعيش على السرقات و النهب ، وحزب الله بات عبارة عن مليشيا فقدت غالبية قيادتها وعناصرها ، و حاضنتها الشعبية بات في الحضيض ، أما المليشيات الشيعية من عراقية و أفغانية و باكستانية ، باتت عبارة عن عصابات متنقلة تبحث عن الآمان ، فيما كسرت إيران على أسوار كافة المعارك التي أعلنت عن وجودها فيها بكل قوة بغية تحقيق نصر ولو صوري ، لكنها فشلت ابتدأً من مثلث الموت في درعا و إنتهاءً في إدلب و سهل الغاب ، ليأتي الدور حالياً على الدب الروسي و الذي يتم استخدام تاريخه و صورته القديمة بدلاً من وضعه الراهن الذي تحول إلى هيكل بلا أي قوة ، بعد أن أنهكه الفساد و تحول إلى مجموعة من شركات السلاح الغير فعالة غير بالتجارة .

وسيقول البعض ان الطيران الروسي طيران متطور وسيحقق تقدم كبير في المعارك وستكون الغلبة للنظام.. لنعد قليلا ونرى السجلات هل انتصرت معركة يوما قوامها الطائرات فقط دون وجود قوة على الارض، لا يوجد على الاطلاق.. واكبر دليل على ذلك اجتماع 63 دولة لقتال داعش الارهابية بطيرانها الأحدث من الروسي ولم تستطع الى الان تغيير خارطة سيطرته بشكل حتى ولو ضعيف بل ما زال التنظيم يتقدم في عدة جبهات ، وهذا ما يزيد التأكيد على أن الكلام عن مفصلية التدخل الروسي "جعجعة بلا طحين."

روسيا تعلن عن تواجدها و دخولها الحرب ، في سعي لإستعادة أمجاد إمبراطورية تحولت أساساتها إلى ما يشبه عجوز في التسعين تركض وراء شاب بالعشرين .

التدخل الروسي لن يكون أكثر من "زوبعة" في الإعلام لتحسين شروط التفاوض على نظام إنتهى و بات في الرمق الأخير ، و لن يكون التدخل الروسي سوى التسريع من إطلاق رصاصة الرحمة لإنهائه .

المصدر: شبكة شام الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ