أما أن الأوان لكم أفواه المرجفين والوقوف سنداً لنصرة المجاهدين
أما أن الأوان لكم أفواه المرجفين والوقوف سنداً لنصرة المجاهدين
● مقالات رأي ١٣ أكتوبر ٢٠١٥

أما أن الأوان لكم أفواه المرجفين والوقوف سنداً لنصرة المجاهدين

إن ما تمر به الساحة الشامية من أحداث وتطورات وتحالفات لكل قوى الشر في وجه الشعب الثائر في سوريا قد تعدت مجرد الوقوف في وجه ثورة شعبية تطالب بإسقاط حاكم جائر لتغدو حرباً حقيقية لإزالة الوجود السني في بلاد الشام.

وتقود هذه الحرب قوى الشرق الاستعمارية وعلى رأسها إيران وروسيا واللتين جندتا لذلك عشرات الميليشيات الشيعية من العراق ولبنان وأفغانستان وإيران وأخضعتها لتدريبات كبيرة في معسكراتها قبل أن ترسلها لتكون سنداً ورأس حربة في مساندة جيش الأسد والطائفة الشيعية لحرب أهل السنة وإنهاء وجودهم وتفكيك مكوناتهم وتهجيرهم من أرضهم وانتهاك حرماتهم وقتل أبنائهم .

واليوم وبعد خمس سنوات من الثورة السورية وتكالب كل القوى كان أخرها دخول الروس بشكل علني على خط المواجهة ومساندتها لقوات الأسد بقصف المناطق المحررة والمعارك الدائرة على عدة جبهات يقابلها تصدي بطولي لكتائب المجاهدين من كل الأشكال والكتائب اجتمعوا في خندق واحد لصد العدوان وطائرات الروس من فوقهم أسراب من مروحيات وطائرات حربية حديثة وعلى الأرض راجمات وصواريخ تطلق من مسافات بعيدة تحمل بعشرات الأطنان من القنابل والمتفجرات ودبابات الأسد ومجنزراته تتقدم بكثافة ولا تأبه لكل ما يتدمر منها، فهدفها التقدم وكسر الطوق الدفاعي الذي أوجدته فصائل الثورة من فصائل إعتاد البعض أن يسميها إسلامية وفصائل الجيش الحر مع الأخذ بعين الاعتبار أن رجالات هذه الفصائل ليسوا من كوكب المريخ ولا من عهد الصحابة بل هم من أبناء هذا الشعب وهذه البلدات التي تقصف وتقتل ومن كل المحافظات جمعتهم كلمة واحدة " الله أكبر " وشتّتهم التسميات بين فصيل وأخر لتتلاشى هذه التسميات وسط غبار المعارك، ويساند الأخ أخاه ويداوي جراحه ويدافع عنه  إن ألمت به مكربة ويحمي ظهره إن غفت عيناه ليأخذ قسطاً من الراحة وينسى أعباء الحرب وأوجاع فراق الأصحاب .


ووسط كل هذه التضحيات وبعد ألاف الشهداء ممن ارتقوا على درب النضال والجهاد والكفاح لصد تقدم قوى الشر والذود عن دين الله في الأرض يأتي من باع ضميره بحفنة من دولارات ضئيلة قدمتها له دول الغرب المدعية نصرة الشعب السوري، وهي لو أرادت ذلك لأنهت معاناته منذ سنوات ولما وقفت تترقب كل هذه المجازر بحق الأطفال والنساء لا بل إنها هي من قوت لها في سوريا مجموعات وفصائل لخدمة مشاريعها وخلخلة صفوف الثوار فينتقد هذا ويهاجم ذاك من الفصائل والقيادات ويفضح الأخطاء الصغيرة عبر وسائل الإعلام ليظهر هذا الفصيل أو ذاك في موضع العدو للشعب والثورة لغايات منها شخصية ومنها سياسية تقف ورائها دول ومؤسسات مشى ورائها دونما أدنى تفكير لحجم الضرر الذي قد يسببه في ما نشر أو روج وكان الأولى به أن يعالج هذه الأخطاء بطرق سليمة بعيدة عن الإعلام والتشهير والتطبيل بل وتعقيد الأحداث وزرع الخلاف والشقاق بين المجاهدين على الأرض ولو ترك الأمر لهم لحل في مكانه وزمانه وضمن الأصول المتعارف عليها دون أن يفضح للعلن ويشوه مسيرة شعب ثائر صامد في وجه أعتى حملات استعمارية، كان الأولى بهم أن يساندوا هذا الشعب لا أن يهربوا خارج الحدود ويعملوا على نخر عظم الثورة ودس السم والفتنة بين المجاهدين ولو كان لهم أخطاء فكل بني أدم يخطئ وليس المجاهدين بملائكة أو أنباء معصومين عن الخطأ.


وفي ظل الأحداث المتسارعة اليوم والمعارك الدائرة على طول خط المواجهة مع قوات النظام من ريف حماة شرقاً حتى سهل الغاب والجب الأحمر وريف اللاذقية غرباً، وفي ظل الانتصارات المتتالية لفصائل الثورة وتدمير عشرات الدبابات وقتل المئات من عناصر الأسد وضباطه بات لزاماً على كل ثائر أن يواجه حملات التشويه والطعن بالمجاهدين من الخلف  عبر مواقع التواصل الاجتماعي من قبل أشخاص منهم معلوم ومنهم من تخفى وراء أسماء وهمية ينهش في لحم المجاهدين ويثبط هممهم، يضخم الصغائر ويصغر العظائم متناسياً كل هذه التضحيات والبطولات على مر كل هذه الأعوام ليلاحق أخطاء فردية ومشادات كلامية يجعل منها حدثاً عظيماً وانتهاكاً للثورة تاركاً ورائه كل الانتهاكات التي اجتمعت على ممارستها كل القوى المعادية لإرادة الشعب الثائر في سوريا من تحالفات قوى الشرق وتنظيم الدولة والغرب المتخاذل والعرب النائمين عن قضيتهم التاركين لصون صلاتهم وقرأنهم وهو يحرق أمام أعينهم في كل بلاد المسلمين.

زين العمر

المصدر: شبكة شام الكاتب: زين العمر
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ