أيها "الشرعي" لاتخف فدمك بـ"الغوطة" بأسرها .. ويا متهمون افرحوا ستُحمَون بـ"دماء" الأبرياء
أيها "الشرعي" لاتخف فدمك بـ"الغوطة" بأسرها .. ويا متهمون افرحوا ستُحمَون بـ"دماء" الأبرياء
● مقالات رأي ١٩ مايو ٢٠١٦

أيها "الشرعي" لاتخف فدمك بـ"الغوطة" بأسرها .. ويا متهمون افرحوا ستُحمَون بـ"دماء" الأبرياء

يبدو أننا اليوم بحاجة ماسة لاتباع سلسلة من الدورات الشرعية المكثفة علّنا نحظى بلقب "شرعي"، ونجد لنا موطئ قدم في أي تشكيل، حتى نحظى بالرعاية والاهتمام والحمية اتجاه كل ما نتعرض له، و لو كان نزلة برد، فالمتطلبات الحالية لا تقبل اعتبارنا كبشر أو رعية أو مستضعفين حتى نحظى برمقة عين من أحد.

اليوم ، ووفق الظاهر و أؤكد الظاهر، أن كل ما يحدث في الغوطة الشرقية مرده إلى محاولة اغتيال الشرعي الأبرز التابع لفيلق الرحمن "خالد طفور"، في ٢٨ شباط الفائت، و اتهام خليه تابعة لجيش الإسلام بأنها وراء العملية، فتمت التحقيقات و أطلقت الاتهامات تصدت لها تصريحات النفي، تصاعدت للمطالبة بتسليم المتهمين وفق المدعين، قابلها رفض عنيد بأن المطلوب غير ممكن، دخلت على الخط  القوى "الناصرة للدين" و تعهدت بإبادة رافضي الشرع فهم من "حافظيه".

عذراً شيخ أبو سليمان، على تلك المغالطة التي قام بها جيش الإسلام، فدمك من "الغلاء" ما يعادل الغوطة بأسرها بأرضها و حجرها و شجرها و بشرها، و الأخيرين "البشر" ليسوا من الأهمية بمكان ولا حتى لأرقام شهدائهم و جرحاهم و ثكلاهم و أيتامهم، وزن أو قيمة لتثور الحمية لأجلهم طوال خمس سنوات من المجازر المتنقلة و المتعاقبة و المتصاعدة، لكن أن يصل الأمر لمحاولة اغتيالك فهذا يعني أن "الطامة" الكبرى قد حدثت، ووجب تسليم الغوطة للأسد و الايرانيين ليمارسوا طقوسهم، تبريداً لحرارة دمك المسال.

في المقابل بضع عناصر حملوا صفة المتهمين في خلية قيل أنها للاغتيالات، قامت و يتوقع أن تقوم بالمزيد، يستحقون هم بالمقابل أن يحظوا بالحماية الكاملة، و تدمير الغوطة بأسرها حتى لا يتم عرضهم على القضاء، فهم ليسوا بمتهمين وفق نظر الحامين، و بالتالي لا يجوز تعريضهم للتحقيق فهذا إهانة لراية مبجلة قرروا أن يكونوا تحتها.

 ماذا لو كانوا بريئين حقاً فهل القضاء سيجبرهم على الاعتراف، فسيعرف أنهم على حق و لا دليل حقيقي ضدهم، لكن لا علينا، فهؤلاء يستحقون أن تداس الغوطة لأجلهم، و يموت المئات دفاعاً عن شخوصهم، فـ"الهيبة" لا يجب أن تلمس أو يقترب من "حياضها" أحد، و إن كلفت فقدان الأرض التي تستتبع فقدان "الأمر" برمته.

و ليس ببعيد عنهما هناك جبهة النصرة التي تقول "لا عودة حتى احقاق الدين" و "إقامة الشرع الرشيد"، لكن وفق منهج "الشرعيين"، فهم ولاة الأمر القائمين بالقسط، العدل السائر على الأرض، و لكن هم وحدهم من يملكون هذا الفضل، وإن لم تصدق ذلك فعليك مطالبتهم عند "البغي" أو مجرد" الخطأ الفردي" بالتحاكم للشرع، فهنا تحدث "المصادمة" فلا شرع غير شرعهم، و لا قضاء غير "قاضيهم".

في الغوطة التي رويت أرضها الطاهرة بآولوف مؤلفة من الشهداء، وتحمل اسم مبارك حظي بذكر مهيب من الطاهر الأمين (صل الله عليه و سلم)، و لكن كل ذلك لم يشفع لها، بل منح دم الشرعي و حماية المتهمين، أفضلية جعلت منها تلقي السلام على قطرات الدم و حصون الحماية، و تفتح أبوابها لمحتل، تطبيقاً لقانون الله في "الاستبدال".

المصدر: شبكة شام الاخبارية الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ