إن كان كذلك .... فمرحبا بـ "التطرف"
إن كان كذلك .... فمرحبا بـ "التطرف"
● مقالات رأي ٢٣ مارس ٢٠١٥

إن كان كذلك .... فمرحبا بـ "التطرف"

يبدو أن لا مناص أمام الثوار في سوريا سوى الانصياع والإقرار بأنهم جميعا عبارة عن "متطرفين"، ويلبسون لباس المنفذين لأجندات وتعليمات وبرامج خارجية بحته، وأن لا هدف أمامهم إلا أن يكونوا عبارة عن أدوات بيد هذا أو ذاك.

فالوسم دائم الحضور والمسيطر على المجريات والتحليلات، ويظهر سريعاً مع أي حركة أو انجاز ليتم تفريغه من محتواه وإلباسه "التطرف".

انضمام صقور الشام لحركة أحرار الشام ، تم التعبير عنه في وسائل الاعلام العالمية أنها عملية اندماج بين طرفين إسلاميين من النوع المتطرف، رغم تأكد الجميع وعلى رأسهم السوريين أن الأحرار والصقور هم من نواة الثوار السوريين قيادة وإدارة وعناصر، تضع هدف واحد هو اسقاط نظام الظلم والاستبداد والقتل، تمهيداً لقيام سوريا العدالة ، التي لم ولن يتدخلوا بطبيعتها إذا ما كانت ذات صبغة إسلامية أم غياب هذه الصيغة أم سيطرة للعلمانية أو أي شيء من هذا القبيل أو ذاك.

ليس دفاعاً عن الأحرار أو الصقور ولكن تاريخ الفصيلين واضح للعيان أنهما فصيلان ثوريان عملا ويعملا وفق رؤية موحدة تتفق مع الرغبات الشعبية السورية بمختلف أطيافها.

ولعل الربط بين هذين الفصيلين وغيرهما من أعمدة الثوار يأتي في إطار الاستراتيجية العامة التي باتت تنتهج بحنكة إعلامية خبيثة ، بغية تعميق "الإسلامفوبيا" وجعل كل ما يقترب من الإسلام هو إرهاب وتطرف، هو تطبيق للعنف والشر، ولا نقصد كل الإسلام بأي حال، وهناك إسلام مرغوب ومطلوب، مما يجعل التعبير الأدق "السنة فوبيا".

مرة بعد أخرى لا يكتفي المجتمع الدولي بعرقلة أي نهاية كما يشتهي و يسعى إليها الشعب ، بل و يمارس الألاعيب لوضع السوريين أمام خيارات في غاية الصعوبة على أمل يتم اختيار الطرق الذي يدعمه و يصر عليه ، فتارة "داعش أو الأسد " و تارة أخرى " ثورة أم الآمن " و الآن "تطرف أو التراجع" ، و يبدو أن لا مناصي القذرة ، فإن كان الاختيار ضرورياً لنختار ما يعاكس اتجاه الضغط ، و إن كان المطلوب أن نخير بين التطرف و الاستكانة و الرضي بالأسد أو بما يشابهه فليكن الخيار "التطرف" ، ففي كل الأحوال الحرب قائمة قائمة و لانهاية يمكن أن يفعلها أي لاعب خارجي طالما الثورة مازالت تنبض في الداخل .

الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ