ادلب بـ"جيش الفتح" .. لا يهددها "نمر من ورق"
ادلب بـ"جيش الفتح" .. لا يهددها "نمر من ورق"
● مقالات رأي ٢٩ مارس ٢٠١٥

ادلب بـ"جيش الفتح" .. لا يهددها "نمر من ورق"

بعد يوم كامل على تحرير مدينة ادلب على يد جيش الفتح ، لم يستطع نظام الأسد امتصاص الصدمة إلا من خلال التوّعد بأن ما حدث ما هو إلا كبوة و سيعاود احتلال ادلب من جديد ، مستخدماً أساطيره الخادعة تجعل من مناصريه يدخلون مرحلة الانتظار المعتاد و ينسون الانكسار الكبير الذي حصل.

الآن تدور الأحاديث عن إيلاء مهمة إعادة الاحتلال لـ"سهيل الحسن" الذي يعرف بالنمر، أو أن صح التعبير بالجوكر الذي يظهر وراء كل انتصار، كخطة لصناعة اسطورة، مع أحاديث عن إمكانية استخدام كل ما هو متاح لتنفيذ هذه الغاية و الكلور طبعاً خياراً طبيعياً.

لكن هل ستنجح هذه اللعبة في ادلب ..؟

الغريب اليوم هو التركيز على العودة لاحتلال إدلب بعد تحريرها يأخذ حيزاً من اعلام الأسد ومواليه.

 فإدلب تعني الكثير جغرافياً واستراتيجياً، والأهم الأفكار التي يحملها جيش الفتح تختلف تماماً عن التجارب السابقة، من حيث الإدارة وكيفية تسير أمور المواطنين و الخدمات و القضاء و الأمن، الأمر الذي يجعل من تحرير إدلب حالة مشجعة و دافعة لمزيد من التقدم اذا ما كتب لها النجاح.

وجيش الفتح كما نعلم ليس حالة مؤقتة تنتهي بانتهاء المهمة التي شُكل لأجلها، بل إن الأمور والمعطيات والتصريحات تؤكد أن حالة مستمرة، أو كما شبهه عبد الله المحيسني بـ"الزلزال المستمر"، الزلزال الذي يسير وفق خطة مدروسة بشكل جيد.

ومن باب التطمين بالنسبة لعمليات النظام اتجاه ادلب لا أظن أنها تتجاوز حد التصريحات و الوعود كذر الرماد والتخفيف من حجم الخسارة لا أكثر، فلدى جيش الفتح خطط و وسائل ضغط قد تجعل من اقدام النظام على أي تصرف مجنون أو مضر بالمدنيين هو بمثابة انتحار و قتل موالين له في "كفريا و الفرعة"، و إن أردنا التخصيص أكثر هو كسر لإيران التي ادعت و تدعي أنها تحارب في سوريا حمايةً للمراقد الشيعية و الشيعة من الهجمة "التكفيرية"، و هذا الأمر كان مُدرك تماماً من قبل قيادة "الفتح" التي عمدت على حصار القريتين حصاراً تاماً دون اقتحامهما.

 هذا كلها من جهة و من جهة أخرى هو أن جيش الفتح مازال يخوض المعارك و يكمل المشوار في طريق تحرير أراضي إدلب من رجس الأسد و ميلشياته وخصوصاً في المسطومة و القرميد، و قائمة الخطط التي يحملها هي طويلة و طويلة جداً.

لذا فالجواب الأفضل " ادلب بـ"جيش الفتح" .. لا يهددها "نمر من ورق".

الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ