ادلب “المحشر” هل هي يثرب أم غزة .. !؟
ادلب “المحشر” هل هي يثرب أم غزة .. !؟
● مقالات رأي ٢٠ أكتوبر ٢٠١٦

ادلب “المحشر” هل هي يثرب أم غزة .. !؟

تتضارب التسميات التي تلحق بمحافظة ادلب في شمال سوريا ، مع تواصل عمليات التوافد إليها من شتى المناطق السورية التي يتم افراغها من ثوارها، وتحولت خلال عام ، لأكبر تجمع للثوار من مختلف الأعراق و الايدلوجيات و كذلك الانتماءات التنظيمية و المناطقية، و باتت “المحشر” للثورة السورية بانتظار القيامة أو العودة للانطلاق من جديد.


من أرض الانتصارات إلى المحافظة الأولى المحررة بشكل شبه كامل ، لتصل إلى منبع الفتوحات ، ولتتحول رويداً رويداً مع توافد المهجرين من محيط دمشق القريب و البعيد ، إلى الثقب الأسود مع همسات متفاوتة بين التفاؤل بأن تكون “يثرب” التي لجئ إليها الرسول الكريم “صل الله عليه و سلم” ، أو مدينة “غزة” الفلسطينية التي تتراوح بين الموت و الحياة حسب ما يشتهي العدو الاسرائيلي أو يرغب الجار المصري.

لا يمكن قراءة الأوضاع في ادلب في من وجهة نظر تقوم على أن ما يجري، هو شيء مفروض و طبيعي في ظل تخلي العالم بعربه و عجمه عن الشعب السوري و ثورته، و بالتالي النجاة بأقل الخسائر الممكنة و النزوح داخل سوريا، كي لا نصاب بداء الجفاء الذي يقتل محاولات العودة من جديد للأرض التي انتزعنا منها، اذا ما اتجهنا لخارج الحدود.

قد لا يكون مفاجئٍ ما تعرض له أهالي المعضمية ، فجر اليوم ، عندما وصلوا لأرض الميعاد “ادلب” ، من استقبال باهت، وغياب أي تحضيرات أو مكان شبه مناسب للاقامة، فمع تزايد الوافدين و ضعف ذات البين لدى المستضيف، الذي يضيّف مئات الآلاف في حواضره و ريفه و جباله و هضابه، بات الوجه البارد ليس مذمة، و إنما البحث عن النتائج أو حلول جذرية، هو الكلام الأجدى نفعاً.

فمنذ أن احتضنت ادلب أهالي حماه الفارين من الانتكاسات هناك و كذلك أهالي دير الزور و الرقة و ريف اللاذقية وصولاً إلى أهالي حمص و اليوم دمشق و محيطها و لانعرف على من يأتي الدور ، كانت الأحاديث عن رغبة جمعية (الأسد و حلفاءه بمباركة شبه رسمية من دول العالم و منظماته)، بتحويل ادلب الخضراء لمكان تجميع كل الخارجين عن السيطرة ، تمهيداً لتحويلها لـ”غزة” جديدة محاصرة بقوات الأسد و المليشيات الايرانية و مرتبطة مع الحياة عبر “باب الهوا”.

في حين يعاند آخرون هذا الطرح، و يعتبره أن انهزامي و تشاؤمي، و يرى بادلب اليوم في حالة تشابه “يثرب” التي احتضنت الرسول الأكرم (عليه الصلاة و السلام)، تمهيداً لترتيب الأوراق و التوحد بغية الانطلاق من جديد باتجاه مكة أو كما نصبو دمشق لانهاء وجود “الكفرة” أو رأس نظام الأسد.

ويبقي الوضع الضبابي في ادلب يسيطر على المحللين و قارئي التطورات ، كما يبقى النزاع بين التمسيات قائماً إلى حين غلبة الصحيح ، فهل سنشهد قصفاً عاماً و شاملاً أم جنة رغداء و أرض التحضير .

المصدر: شبكة شام الاخبارية الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ