الأرض "المُذابة" .. أحدث سياسات الأسد في إدلب
الأرض "المُذابة" .. أحدث سياسات الأسد في إدلب
● مقالات رأي ١٧ أبريل ٢٠١٥

الأرض "المُذابة" .. أحدث سياسات الأسد في إدلب

الحرارة تستطيع أن تذيب كل شيء ، حتى الصخر عندما تصل لدرجة عالية جداً يمكن توليدها من النار، هذه النظرية يعمل عليها الأسد و قواته و من يسانده من حزب الله و ايران و المليشيات الأخرى ، في إدلب منذ قرابة الإسبوعين و تحديداً بعد 28 آذار بعدة أيام بعد أن خرجت عن سيطرته و أعلنت حريتها.

ما يجري في إدلب محرقة حقيقة أو فرن إذابة لكل ما هو موجود على سطح الأرض في إدلب و ريفها و ما تحتويه الأرض في باطنها ، و سياسة الأرض المحروقة باتت من الأمور البالية ، بعد إنتهاج اسلوب الأرض "المُذابة" .

تتراوح الغارات اليومية على إدلب و ريفها بمعدل ما بين 40-50 غارة يومية في أهدى الأحوال ترتفع إلى 120 غارة في أعنف الأيام ، و يُشاهد في سماء المحافظة سرب كامل من الطيران الحربي إلى جانبه حوامات و طائرات الإستطلاع تعمل في آن معاً و بكل ما أوتيت من قدرة و ما يفوق عن قدرتها ، فالإذابة بحاجة لكم من النيران لا يصدقه عقل بشري.

إدلب اليوم تحولت إلى فرن إذابة حقيقي ، وقوده البشر و الحجر ، و أتونه القصف بكل شيء و أي شيء متوافر ابتداءً من رصاصة مسدس و انتهاءً بصواريخ سكود ، و ما بينهما من مدفعية و راجمات و طائرات و .... و.... .

هذه الإذابة تقابل ببرود تام لحد التجمد من كل المجتمع الدولي القريب منه و البعيد ، و من يدعي الصداقة إلى من يعلن العداء التام ، فإدلب النموذج الذي انتظرناه أربعة أعوام بات داخل محرقة الأسد .

إدلب التي أذاقت الأسد مرارات كثيرة كونها أول من خرج عن الطاعة و أكثر من آلمه و أشد من كسره في مواجهاته .

إدلب اليوم كما يدعون أنها تحوي على أناس محاصرين في "كفريا و الفوعة " و هم آتون لنجدتهم ، فهم من شيعتهم و هم سيحموهم ، فماذا لو تم إنهاء هذا الوجود في المنطقة ، وماذا لو ذاقوا جزء من حجم الجحيم الذي يعيش فيه أهلنا .

لسنا في وارد الحديث عن حجم ما يعانيه الجميع داخل ادلب "مدينة و ريف" ، و لا في الكلام عن التخاذل الذي لاقته ثورتنا عموماً في كل مراحلها بما فيها هذه المرحلة ، و إنما كل ما سبق هو اشارة على أن شراهة الأسد و قواته و موالوه تزداد و ستزداد أكثر فأكثر ، و أن لم يتم إيقافها فنشهد أنواع أخرى من العنف و القتل و الإبادة و الإذابة ، و لا نعرف السياسة الجديدة التي ستنتهج في قادمات الأيام ، مالم يتم إيقافه اليوم في إدلب من قبل  الثوار على الأرض ، الذي هم بأمس الحاجة إلى شيء واحد وهم نبذ كل شيء و التركيز على جبهة واحدة و هي جبهة الأسد فقط لاغير ، فكما تحررت بالتوحد ستبقى صامدة و تكسر المهاجمين كذلك بالتوحد .

الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ