الإعلام قائد الجيوش في المعارك الحديثة
الإعلام قائد الجيوش في المعارك الحديثة
● مقالات رأي ٧ مايو ٢٠١٧

الإعلام قائد الجيوش في المعارك الحديثة

يساهم الإعلام في صنع الكثير من الأحداث، لتدخله غالباً في بناء المفاهيم وتغيير القناعات للكثير من الناس، مما يؤدي إلى التحكم بقراراتهم والتنبؤ ببعض تصرفاتهم في المستقبل.

فهو قادر على صنع الحرب كما هو قادر على صنع السلام، قادر على تفتيت المجتمعات كما هو قادر على لم شملها، قادر على الهدم كما هو قادر على البناء.

لذلك استطاع صناع القرار في الدول القديمة والحديثة السيطرة على الشعوب بتحكمهم به وتوجيهه لخدمة مصالحهم.

ساهمنا جميعاً كعاملين في هذا المجال دون استثناء في التحكم بقناعات الكثير ممن اتخذ قراراته وتوجهه وفق تلك القناعات، ساهمنا دون شعور في تعزيز الفصائلية والتقسيم، وساهم بعضنا بالتحريض على القتل بين الفصائل، وتهجير بعض أبناء الثورة وأصبحوا في عداد المطلوبين “للثورة” نفسها وهم الذين انحدروا منها، وأصبحنا كمن أطلق النار على قدميه حتى عجزنا عن متابعة المسير.

قسمنا المجتمع وفرقناه وفق الفصائلية التي لم يسلم منها إلا القليل وأدخلناها لكل بيت بما نبثه من معلومات للمتابعين فانقسموا بانقسامنا وتقطعت وسائل التواصل بين الجميع.

لا شك بأن عودة عقارب الساعة للخلف أصبح ضرباً من الخيال، لكن علينا فعلاً اليوم مراجعة أنفسنا وقراراتنا وكتاباتنا وأفلامنا الوثائقية وخطبنا، والبحث عن الأسباب الحقيقة لتفرقنا، تبدأ تلك المراجعة بقراءة واقعنا واﻻستفادة من أخطاءنا لترميم ما يمكن ترميمه، والحفاظ على ما تبقى والسعي لعودة من هرب خوفاً من بطش الخصوم وانقاذه من الارتماء في أحضان الأعداء ليكون عينهم علينا ويدهم التي ستبطش بنا إن تثنى لهم ذلك، عندما يرمي لهم الداعم بعض المال فيذهبوا لتفشيل ومهاجمة أي حركة أو تشكيل يؤسس بعيداً عن أعين داعميهم الذين تحولوا لأدوات بين أيديهم بل كانوا أبواقاً رخيصة تنطق باسمهم.

فلنساهم جميعاً في صناعة الوعي ولنتوقف عن الترويج لأصحاب المغامرات والمعارك “الدونكيشوتية”.

الأمر يتطلب منا بعد هذا الكلام والمراجعات الفكرية خطوات عملية حقيقية، تضعنا كنخبة مثقفة أمام مسؤولياتنا، وجماهير شعبنا لنكون الضامن الفعلي لاستمرار الثورة والتي كان “الإعلام” الركيزة الأساسية لاستمرارها بعد محاولات قتلها في مهدها.

الحقيبة مليئة بالأمنيات من محاسبة الموتورين، وضبط العمل الصحفي، إضافة للتنسيق البيني، والابتعاد عن مفهوم الإعلامي الفصائلي إلى الإعلامي الحر، وغيرها من الضوابط هي صمام الأمان.

كذلك الاستفادة من خبرات وآراء الشباب ووضعها ضمن قالب يفيد العمل الثوري، وإرساء قيم المجتمع العربي السوري وثقافته وتقاليده تقع على عاتقنا.

كل ذلك يحتاج منا أن تتظافر جهودنا، واستيعاب أكبر عدد ممكن من المشاركين ووسائلهم ليخرج العمل إلى حيز النفيذ، ولا يبقى كلاماً في سياق الأحداث، يؤرخ له بلا فائدة، وما لم تتضافر الجهود وتتوحد لإرساء هذه القيمة النضالية التي سوف يكون لها الأثر الكبير في حياة شعبنا سوف نبقى عالة وأدوات بيد الغير يوجهنا كيفما شاء

المصدر: الأيام السورية الكاتب: حليم العربي
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ