الائتلاف "طغمة" بحاجة لـ"برميل متفجر" حتى ....
الائتلاف "طغمة" بحاجة لـ"برميل متفجر" حتى ....
● مقالات رأي ٣٠ مايو ٢٠١٥

الائتلاف "طغمة" بحاجة لـ"برميل متفجر" حتى ....

المتابع للائتلاف الوطني بإجتماعاته ومؤتمراته وبياناته ومناقشاته ، مداولاته و إداراته و تفاصيله كافة ، يجد نفسه أمام كتلة هلامية أو تركيبة متناقضات ، فلا هي كتلة سرطانية و لا كتلة حميدة ، عبارة عن كتلة دهنية طفيلة تعيش على الهامش و تطالب بكل شيء ، دون أن تقدم شيء.

لم يستطع الائتلاف عبر السنوات الأربع الماضية من تغيير أي شيء في المعادلة السورية ، و لم يكتف بعدم التغيير و إنما يمارس الدور السلبي و الهدمي ، الإسغلالي بشكل يجعل من الثورة حالة غير منتظمة و غير ولّادة لأجيال قادرة على قيام سوريا الجديدة التي ضحى لأجلها مئات الآلاف بأرواحهم ، و ملايين الأشخاص بحاضرهم .

و لا يمكن للائتلاف أن يلعب أي دور لا بالوقت الحالي و لا المستقبلي ، و لا يمكنه الوصول إلى قلوب السوريين ، و لا حتى لأطراف مشاعرهم ، إذا ما بقي على هذا الحال من العجز و الكسل و البلادة السياسية و الفكرية و الدينامكية ، و آلية عمله  التي باتت عبارة عن "عادة" وليست "تعّبد" لمشروع يسير وسط أنهار الدم المتدفق في كل قطعة و مكان في سوريا.

الائتلاف بحاجة لـ"برميل متفجر" يهتك الأسس المقيتة التي قام عليها ، ووابل من "راجمة" لينهي أي تركيبة قام عليها ، و سيل من النيران يأتي على كل ما أنشئه من مقررات و بيانات ، و يجب أن ينتقل إلى الخيم تحت الشمس و بدون ماء و ليتبخر منه كل العوالق المريضة ، و ليجوع و يعطش ليذيب الدهون و الترهلات التي تنهكه ، و ليفقد بعض الأطراف ليشعر بمعنى الفقد بعد الترف من الكماليات .

و ليكن هناك أشياء أخرى ، كأن يوضع في غرف المعتقلات و يتعرف على الظلمة جيداً ، و يتعرض للضرب والإهانة و الذل ، و يجلس بين حدود البلاد و يُنظر إليه كلقيط بلا نسب ، و ليستلقي أمام المشافي و نقاط التفتيش و مراكز الشرطة في الدول ، و يركب "البلم" يعبر به غباب البحر وحيداً بلا وجهة و لا هدف .

كل هذا غيض من فيض ، علّه يتمكن من إزالة الأنايات التي تسيطر على كل عضو/ة فيه ، على كل تفصيل من تفاصيل عمله المقيته الكريهة و التي تجعل من أي مجزرة أكثر ايغالاً في الروح نظراً لطبيعة التعامل معها ، و يجعل من كل ذل تعرض له سوري أشد موتاً وسط صمته المطلوب منه اتخاذه .

ليس الائتلاف فحسب من نناشد ببرميل متفجر أن يُسقط عليه ، بل كل تشكيل تم إلصاقه بالثوره و ادعى تمثيلها أو يبحث عن مكان جاف داخل بحيرات الدم ، ليضع كرسي يجلس عليه .

الثورة السورية كانت انتفاضة شعبية ، يتيمة ، وحيدة ، عصامية ، ارتجالية ، و لم تكن في يوم الأيام عالة على أحد ، و ليس لأحد فضل عليها ، و إنما فضلها على الجميع .

الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ