الجيش الحر .. قراءة خلف خطوط العقل
الجيش الحر .. قراءة خلف خطوط العقل
● مقالات رأي ١٨ أكتوبر ٢٠١٥

الجيش الحر .. قراءة خلف خطوط العقل

لعل من فوائد العدوان الروسي على سوريا ، هو إعادة إحياء فكرة أو التذكير بالقلة التي لازالت محافظة على وجودها رغم كل ما أحاط بها ، وما عُمل على إنهائها و تشريدها ، وواجهة كل القوى التي تلعب بالملف السوري الصديق و العدو و الذي يلعب بين الطرفين ، ألا هو "الجيش الحر".

والعودة إلى بداية ظهور أول هوية على الملأ وملحقة بكلمات لازالت محفورة في أذهان ووجدان الجميع "أعلن إنشقاقي عن النظام القاتل و هذه هويتي" ، وتشكيل اول مجموعة لحماية السلمية ، و ليس لحرب القتلة ، لم تكن غايتهم الدخول في معارك أو تحقيق مكاسب شخصية أو دولية ، وإنما كل مافي أمر هو حماية من يرغب بالتعبير عن رأيه ، تأمين له سند يضمن ممارسة أبسط حقوقه "الرأي" ، في مواجهة آلة القتل التي عملت أربعين عاماً بالقتل الصامت و إنفجرت فعلاً وعلناً بالقتل المباشر لكل من يرفض الموت تحت الأضواء الخافتة.

واجه الجيش الحر خلال السنوات الثلاث الماضية سلسلة من العمليات المنظمة و الممنهجة ، لتدميره و إنهاء هذه الفكرة التي تشكل الخطر الأبرز على وجود أي نظام ، عندما يفقد أبرز و أهم عناصره البشرية ، ووقوفها بالطرف المقابل و الممانع لرغباته الطائفية ، ولم يكن مقبول وجود هكذا تشكيل الذي يمنع اي إمكانية للإستمرار في الحكم أو بالقبضة القاتلة أكثر .

اجتهد الجميع على وأد و تشويه هذا الوجود و على رأسهم مخططي نظام الأسد ، الذي زجوا بمختلف الملونات التي تشوه المولود الذي يعتبر "المنتظر" أو المخلص للشعب السوري .

اليوم تتهم الثورة السورية بإنها تحولت إلى ثورة إرهابية أو قاعدية و المسمى الأكثر تداولاً "الداعشية" ، و لكن هل كانت كذلك أم مايقال صحيح ..!؟

في أحادثينا عن بدايات الكفاح المسلح و مراجعة لبعض الذكريات ، نجد أن البطولة التي وجدت لدى بذار "الجيش الحر" لا نجد لها مثيل الآن ، من مواجهة دبابة أو آلية بـ"كلاشنكوف" أو من يهاجم حاجز ببضع بنادق و قاذف "آر بي جي" ، أو من يحاول صد رتل مجنزر ببضع مفرقعات التي لاترتقي لـ"عبوات ناسفة" ، فهؤلاء ليسوا بضعفاء أو ناقصي رجولة والأهم ليسوا بكفار أو ضعيفي الإيمان .

يسعى الجميع إلى إسباغ الجنسيات الأجنبية على المقاتلين المتواجدين حالياً في سوريا ، وتحويل الثورة من ثورة سورية إلى ثورة تحت مسميات خلافة و إمارة أو دولة ذات قومية أو صبغة معينة ، وكل التسميات التي من الممكن أن تخطر على بال لكن شرط أن لا تكون "سورية" .

وفي الحقيقة لايمكن إخفاء العنصر الأجنبي أو تواجده في صفوف الثورة ، و لكن في المقابل لايمكن جعله قاعدة أو غالبية ، فالعدد الموجود منهم لاتتجاوز نسبة تمكنه من بسط السيطرة و النفوذ ، إذ أن الغالبية الساحقة ممن يحملون السلاح هم سوريون ، وكذلك من "جيش حر" بالأساس والأصل ، تم إجباره و احاكة الظروف لخنقهم و إدخالهم في متاهات أجبرتهم للتحول من طريق إلى آخر ، و لكن الهدف لم يتغير ، والخلاص من الطغمة الحاكمة و من يدعمها هو النهاية المطلوبة .

مع إشتعال المعارك حالياً على مختلف الجبهات من الشمال إلى الجنوب ، جعل من إسطورة "الجيش الحر" تعود من جديد للظهور ، وعادة الكلمة لتتردد في مسامعنا ، وعاد أبطالها للظهور و الوقوف من جديد ، بعد سنين كانت عصيبة ، ورغم شدتها لم تنه الحلم ، الحلم الذي دفع ثمنه مليون شهيد ومغيب وملايين المشردين ، ولازال العدد مفتوح .. حلم لابد من المواصلة لتحقيقه ..

المصدر: شبكة شام الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ