الخلايا النائمة لتنظيم "داعش" هل تشعل نار الفتنة بين النصرة والأحرار في إدلب
الخلايا النائمة لتنظيم "داعش" هل تشعل نار الفتنة بين النصرة والأحرار في إدلب
● مقالات رأي ١٥ يوليو ٢٠١٥

الخلايا النائمة لتنظيم "داعش" هل تشعل نار الفتنة بين النصرة والأحرار في إدلب

في كل مكان تمكث فيه التنظيمات التكفيرية وقبل خروجها منه لابد ان تترك خلفها عدداً من العملاء والخلايا النائمة لها ينفذون أجنداتها وفق خطط مدروسة بغية زعزعة الوضع في المنطقة في الوقت والزمان الذي تريد وهذا الحال اليوم في محافظة إدلب التي باتت قاب قوسين أو أدنى من التحرير الكامل بعد سيطرة فصائل جيش الفتح على أغلب مناطق المحافظة وبقاء عدد من الجيوب المحاصرة في المحافظة من مطار أبو الظهور وبلدتي كفريا والفوعة الأمر الذي لم يرق لتنظيم الدولة أحد أكبر التنظيمات التكفيرية في العصر الحديث والتي دأبت على خلخلة صفوف غرفة عمليات جيش الفتح ولم تترك وسيلة في ذلك من استهداف القادة حتى ضرب المجاهدين في ريف حلب الشمالي لتشتيت صفوفهم في حلب وإدلب وإشغالهم عن حرب قوات النظام أو قطع طرق الوقود للضغط على هذه الفصائل واللعب على وتر الحاضنة الشعبية التي استشاطت غضباً في وجه الفصائل الكبرى مطالبةً إياها بإيجاد حلول بديلة لاستجرار الوقود بعد توقف أغلب نواحي الحياة للشعب الثائر.


واليوم وبعد محاولات حثيثة لضرب الأطراف ببعضها البعض بدأت مرحلة جديدة من الإستهداف المباشر للفصائل ومحاولة ضربها ببعضها البعض عن طريق استهداف الجميع ومحاولة إيهام الفصائل عن طريق عملاء لها أن من يفجر ويقتل هو الفصيل الأخر الموجود في المنطقة كتصفية حسابات أو حباً بالسيطرة وهذا لا يصعب على تنظيم الدولة وخصوصاً أن عشرات بل مئات العناصر من منتسبيها في ريف إدلب وبعد ما سمي باستتابتهم تمكنوا من الإنخراط داخل صفوف التشكيلات الأخرى ولاسيما جبهة النصرة وأحرار الشام مع محافظتهم على التواصل السري مع قيادة التنظيم والعمل بأوامرها لضرب الفصائل من داخلها.


وهذا ما حصل بالأمس في مدينة كفرنبل في جبل الزاوية وبعد سلسلة تفجيرات استهدفت حركة أحرار الشام في بلدة أبو طلحة بريف سلقين أدت لاستشهاد قيادي في الحركة وعدد من العناصر بعد أن فجر انتحاريان نفسيهما داخل مقر للحركة هناك سبقها محاولات تفجير عبوات ناسفة بقيادات تتبع لجبهة النصرة في المنطقة وفي سرمين القريبة أيضا استهداف الشرعي في حركة بيان الشيخ بسام عبد الرزاق بعبوة ناسفة زرعت في سيارته وقبلها تفجير انتحاري نفسه في مأدبة إفطار لعناصر وقيادات من جبهة النصرة في مدينة أريحا ما ادى لاستشهاد العشرات منهم وجرح أخرين بعد كل هذا محاولة اغتيال القيادي في جبهة النصرة جهاد الحسيني في كفرنبل ليلة الأمس بعد أن حاول ملثمان ركن دراجة نارية مفخخة أمام منزله انفجرت بأحدهم ما ادى لمصرعه وجرح الأخر الأمر الذي استدعى تحرك من جبهة النصرة وتطويق أحد مشافي المدينة بعد إكتشاف أمر في غاية الخطورة في الحادثة وهو أن المنفذ للتفجير والجريح ينتميان لحركة أحرار الشام كتيبة صواعق الرحمن في كفرنبل الأمر الذي زاد المسالة تعقيداً واستدعى حشود من الطرفين بين متهم لحركة أحرار الشام الإسلامية وبين مدافع عن الحركة وقبل أن تشعل نار الفتنة بين الطرفين ويحقق المنفذ للعملية غايته بضرب الطرفين تدخل بعض العقلاء في المنطقة لحل المسألة وخصوصاً أن منفذ التفجير كان يتبع لتنظيم الدولة قبيل انضمامه لحركة أحرار الشام . وهذا ما كان الحد الفاصل في المسألة والبدء بإعادة الحسابات لدى الطرفين حول العناصر التي كانت تتبع للتنظيم سابقاً والتي اخترقت صفوف الطرفين وسلسلة العمليات الكبيرة التي تمكنت من إختراق الطوق الأمني للطرفين والوصول للمقرات والاجتماعات وتفجير أحزمة ناسفة ما يؤكد أن الفاصل ليس غريباً أو بعيداً عن التكتلين بل هو ضمن صفوفها ويتحرك بسلاسة وحرية مطلقة تمكنه من تجهيز العمل الذي ينوي القيام به بكل أريحية كونه ضمن صفوف أحد الفصائل.


ولعل الأحداث الأخيرة في ريف إدلب والتي استهدفت كل التشكيلات كفيلة أن تكون برهاناً واضحا للفصائل على تورط تنظيم الدولة بكل ما يحدث في المنطقة والهدف الأكبر من ذلك هو ضرب الأطراف ببعضها البعض وزرع الشكوك فيما بينها تمهيداً لكارثة كبرى قد تجتاح إدلب في حال لم يكن هناك عقلاء من أهل الحل والربط في الفصائل تعي خطورة المرحلة الراهنة وسعي التنظيم الدؤوب على ضرب كل الأطراف على حد سواء.


وعلى الرغم من سلسلة العمليات التي قامت بها حركة أحرار الشام الإسلامية في ملاحقة عناصر يشتبه في تورطها بالتعامل مع تنظيم الدولة في النيرب وسرمين أحد أكبر المناطق التي تعد بؤرة لعملاء التنظيم نظراً للعلاقة بينهم وبين لواء داوود المبايع للتنظيم والذي كان يتخذ من منطقة سرمين مقرأ له قبيل خروجه وعناصره لمدينة الرقة تاركاً ورائه عشرات الخلايا النائمة للإنتقام من الفصائل التي حاربته ولاسيما جبهة النصرة وحركة أحرار الشام وكل هذه العمليات لا تكفي إن لم تتعجل الحركة وجبهة النصرة في ترتيب صفوفها من جديد وإخراج الأورام التي علقت بها بعد خروج التنظيم من المنطقة ولاسيما من العناصر والكتائب التي كانت تتبع للتنظيم سابقاً وسمحت لها بالإنطواء تحت رايتها ولو بشكل فردي، أيضا لا ننسى الأورام السرطانية التي ترتبط بالنظام وشبيحته ممن عفت عنهم محاكم جيش الفتح على الرغم من تورطهم بعمليات التشبيح لصالح النظام ومنهم من شكل كتائب جديدة والتحق بالفصائل بعد أن أطلقت سراحه من معتقلات ومحاكم جيش الفتح على أنه استتاب فهذه الشراذم تربت على الخيانة والغدر، وشرائها من النظام والتنظيم لا يصعب بالمال وهم من باعوا دينهم وكرامتهم مقابل حفنة من الدولارات للنظام او للتنظيم، فوجب محاسبتهم وعزلهم عن المجتمع الثائر وإبعادهم عن الخوض في العمل المسلح لما لهم من أثر سلبي ستحصد الفصائل نتائجه إن لم تعي خطورة مثل هؤلاء.


وفي خضم الأحداث ووسط تصاعد نبرة التهديد والوعيد للتنظيم وعملائه ظهرت جلياً بالأمس على الحسابات الرسمية لقيادات من الصف الأول لحركة أحرار الشام خصوصاً بعد استهداف أحد مقراتها في ريف سلقين واستشهاد عدد من عناصرها حيث توعد " أبو جابر الشيخ " ما أسماهم الخوارج بالقصاص لمقتل أبو عبد الرحمن القيادي في الحركة في حين قال أبو يوسف المهاجر أحد قادة الحركة عبر حسابه على التويتر " من هاجر لنصرتنا فهو تاج على رأسنا ومن جاء لتكفيرنا وقتلنا فساحات المعارك موعدنا ولا كلام إلا من فوهات البنادق فالصبر قد نفد والحزم وقته أقبل " وقال أبو صالح طحان القائد العسكري في الحركة " بإستشهاد الشيخ أبي عبد الرحمن سلقين تبدأ مرحلة جديدة ،فلا تهاون أو رحمة مع هذه المسوخ و لو تستروا بأي فصيل أو جماعة وقد أعذر من أنذر ".


 فهل ستكون حركة أحرار الشام الإسلامية أحد أكبر المكونات العسكرية لغرفة عمليات جيش الفتح وجبهة النصرة على درجة كبيرة من الوعي والتروي في إتخاذ أي قرار من شأنه تحقيق الهدف الأسمى لتنظيم الدولة وعملائه بضرب هذه الفصائل وإنهاء الكابوس الأكبر الذي أرق جنود النظام في إدلب وانتقلت فكرته لتعم عدة محافظات سورية كما لم تكن هينة في الرد على تقدم التنظيم ومحاولة توسيع نفوذه ووقفت بوجهه بكل قوة، واليوم ما تدفع ثمنه من مقتل قياداتها وعناصرها ما هو إلا ثمن بسيط لوقوفها في صف الحق ومحاربة الغلو والتكفير الذي لم يسلم منه بشر أو حجر في المناطق التي لم تقبل بتسلط تنظيم الدولة على رقاب أبنائها ؟.

المصدر: شبكة شام الكاتب: زين العمر
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ