الدعم الهوليودي
الدعم الهوليودي
● مقالات رأي ٢٦ يونيو ٢٠١٥

الدعم الهوليودي

اقصائية منذ وجودها دموية منذ نشأتها خاضت حروب أهلية عديدة طردت أهل الأرض الأصليين ، توسعية بفكرها اخطبوطية باقتصادها متعددة الوجوه متبدلة الثياب مدعية للسلام مدعية للديمقراطية تعمل من تحت الطاولة ومن فوقها . همها واهتمامها مصلحة نخبتها لا تتورع عن فعل أي شيء مقابل حصولها على ما تريد تخلق العدو وتخلق الصديق مادام يخدم سياستها ومخططها تستقطب خيرات الفكر العالمي وتبرمجه لخدمتها . تمتلك أكبر مخزون للطاقة بالعالم وترغب بالمزيد حتى التراب لا يملأ عيون نخبتها استبدادية بوجه جديد .

إنها أمريكا ذلك القطب الأوحد الذي يعيش على حروب الأخرين ومن خيرات الأخرين ويشعل الفتن بالدسائس والمكر والخداع تاريخها مع العالم العربي والإسلامي سيء جداً  فهي من تدعم إسرائيل وهي من احتل العراق وسلمه لإيران وهي من حاربت القاعدة بأفغانستان وهي من ساعدت بقتل المسلمين في يوغسلافيا و الآن دورها في سوريا ظاهر للعيان لها وجهان وكلاهما أصبح مكشوفاً للسوريين تدعي وقوفها مع الشعب السوري لكنها تريد الإبقاء على الأسد لفترة طويلة وتعمل على إنهاك الطرفين ( العصابة المافيوية الأسدية ) و الجيش الحر والفصائل الثورية.

وإذا عدنا لبداية الثورة السورية صرح الأمريكان وفي العديد من المناسبات أن الأسد فاقد للشرعية وأنه يقتل شعبه فلا يجب التعامل معه لكنهم بالمقابل حاوروه وغازلوا الثوار عن طريق سفيرهم فورد الذي توجه إلى حماه فاستقبله أهلها بأغصان الزيتون ووضعوا للأسد خطاً أول أن لا تضرب حماة وهذا ما نشأ عن تحييد حماة المدينة بالوقت الذي كانت حمص وبابا عمرو تدك بكل أنواع الصواريخ لم يحركوا ساكناً وقاموا بدراسات لجميع الفصائل العسكرية الثورية وللحراك الشعبي من خلال منظمات اصطنعوها وصرفوا عليها الأموال وعناصر من جلدتنا تجلب لهم كل ما يحتاجون من معلومات عسكرية وإغاثية وطبية و مناطقية ومذهبية وبدأوا بتوجيه وتحريك عملائهم السوريين وبعض العملاء الخارجيين بإدارة الصراع وتوجيه الدعم لفئات محددة على حساب أخرى وعندما تنامي الدور الإسلامي للفصائل العسكرية والتقدم الحاصل على الجبهات و تم رفع شعارات إسلامية وتسمية الكتائب بهذه الأسماء كان لا بد للخطة أن تتحرك بسرعة كي تجهض وتقضي على ما يمت بصلة لذلك ، فعملت على طرح شعارات قومية من خلال عملائها و استغلت البعد الطائفي للعصابة الأسدية ،  وعندما وضعت خطوط حمراء للأسد في حال ضربه للمواد الكيماوية ليس الهدف منه مصلحة الشعب السوري وحمايته و إنما تدمير ما لدى الأسد وعصابته وتسليمه لجهات أخرى تَدعي تدميره لكنها تحتفظ به لبيعه مرة أخرى لجهات متعددة موجودة على خارطة الصراع المستقبلي ، وقامت بتحريض النظام وبشكل غير مباشر على ضرب الغوطة بالكيميائي لتجد مسوغاً لسحبه بالاتفاق مع الروس وليس بمعزل عنهم فهناك اتفاق تحت الطاولة بينهما يقضي بإخراج تمثيلية إخراج الكيماوي من سورية لمصلحة الطرفين .

وبدأت أمريكا بجنيف واحد وجنيف اثنان ووضعت نقطة أساسية للقضاء على الفصائل الإسلامية المقاتلة التي لن ترضى بالحل التفاوضي مع الأسد حيث ستعتبرها جماعات إرهابية إن لم توافق على الحل السياسي المعتمد من الأمم المتحدة وبالطبع الفصائل الإسلامية لن توافق على الخطة الأمريكية الغربية وعندما لم تنجح هذه الخطة أجَلوها و بدؤوا باختراع المعارضة المعتدلة ومن ثم تدريبها ليس لقتال الأسد ونظامه وإنما لقتال تنظيم هم أنشاؤه بغرض الدخول بلعبة الكنتونات والفيدراليات والكنفيدراليات وكانت جميع تصريحاتهم منافية لتصرفاتهم فهم يبحثون عن عدو دائم يستفيدون منه اقتصادياً فالمنطقة فيها أكثر ثروات العالم وفيها من التنوع الطائفي الشيء الكثير فلِمَ لا يستغلون ذلك  وشكلوا غرف الموك والموم وهي غرف عمليات تديرها عناصر الاستخبارات الأمريكية بالتعاون مع بعض استخبارات الدول المتوافقة معها وبعض الضباط المنشقين التابعين بالفكر والمال لهم والغرض منها معرفة تامة لحركة العناصر والكتائب والعتاد والعدة وحيدوا الضباط المنشقين الموجودين بالأردن وبتركيا عن عمد .

بالمجمل هم يعتمدون على إنهاك الطرفين كي يسهل تقسيم المنطقة ليس تقسيماً معلناً و إنما بحجة حماية الأقليات ( وما المؤتمرات التي تعقد لهذا السبب بعيدة عنا ) وعندما تتقوقع كل أقلية بمنطقتها ستحاول الاكتفاء ذاتياً بكل شيء وعندما تصل له ستنكفئ وتعلن إقليمها المستقل وسيتم الصراع بين هذه الكنتونات التي بدورها تبحث عن ظهر قوي يساندها فلن تجد غير إسرائيل هي المعين والحامي لها .

فلم نجد للسياسة الأمريكية أي دور إيجابي في الثورة السورية المباركة بل على العكس هي تطيل بعمر النظام وتحاول إيجاد بديل مؤقت توجهه كما تريد ويكون لعبة بيدها .

منتصرون ...... بهمة رجالنا

الكاتب: حسام نجار
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ