الشعب العربي وين ...!!!
الشعب العربي وين ...!!!
● مقالات رأي ٤ أكتوبر ٢٠١٦

الشعب العربي وين ...!!!

أثناء متابعتي لصفحات التواصل الاجتماعي بشكل يومي, أتفاجأ بأنه مازال هناك كلمات وقصائد وحتى أغاني تتكرر عن صمت العرب، كـ أغنية الضمير العربي التي تعود إلى أيام نكبة فلسطين, والشعارات التي يهتفون بها حتى اللحظة كـالشعب العربي وين, الدم العربي وين.

فعادت بي الذاكرة إلى بداية الثورة السورية عام 2011والتي بدأت شرارتها من محافظة درعا حين هب الشعب السوري بكافة أطيافه معلنين بدء ثورتهم ضد الدكتاتورية، ولكن لم يكن بالحسبان المواجهة المسلحة بالرصاص الحي، وضحى العديد من الشبان بأرواحهم لأجل نيل الحرية المطالبين بها، ومتأملين بأن الأمة العربية سوف تدعم ثورتهم. وبالفعل بدأ الدعم في بداية عام2012 ولكن دعمهم أقتصر فقط على الأسلحة، وحيث نزح الملايين من المدنيين العزل ولكن الدول التي دعمت الثورة السورية بالأسلحة فاجأتهم حين لم تستقبل مواطناً سوريا على أراضيها وهنا اقصد دول الخليج وعلى رأسها (السعودية، قطر)، والتزمت دول الجوار كـ (لبنان) ولكن بطريقة قذرة، فمنهم من حرم التعليم ومنهم من عاملهم كـ عبيد وصولاً إلى اغتصاب السوريات وإرغامهن على العبودية الجنسية على سبيل المثال لبنان.

اكتفى العرب بإرسال بطانيات وخيم وتصويرهن بأبشع الطرق والإذلال لكي تحصل الدول المضيفة للاجئين السوريين على بعض الدعم الزائد, وبعدما فقد الشعب السوري الثقة بالدول العربية بدأ يهتف كل جمعة في تظاهراته ياحيف ولله ياحيف على هالأمة العربية.

ومن هنا تشتت العرب السنة في سوريا وانقسموا إلى عدة فصائل معارضة، منها من بايع تنظيم الدولة داعش ومنهم من حمل سلاحه وانضم إلى جبهة النصرة ومنهم من تطوع في صفوف قوات النظام السوري وبقي القليل ضمن الفصيل المعتدل الجيش الحر، وبدأ الاقتتال الأخوي بينهم، والى اللحظة يقتلون بعضهم بالأسلحة التي دعمتهم الدول العربية بها, حيث تأكد أغلب السوريين بانه لا وجود لدولة عربية مساندة لشعب عربي في كل مناطق النزاع كـ فلسطين المحتلة وصولاً إلى العراق وسوريا.

أما الكرد رغم عدم وجود دولة لهم يساندون بعضهم في كل بقاع الأرض, كـ إقليم كوردستان العراق الذي استقبل اكثر من مليوني كردي سوري على أراضيه متمتعين بكافة حقوقهم رغم صغر مساحة أراضيها, وأيضاً دعمت وحدات حماية الشعب في معركة كوباني عام 2014 حين قام مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية داعش بشن هجوما واسعا على مدينة كوباني، حيث قام رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني بتقديم تنازلات لـ أنقرة للسماح بمرور شحنات مساعدات عبر الأراضي التركية إلى كوباني وإرسال عدداً من قوات البيشمركة التابعة لحكومة إقليم كردستان العراق , ولم يقتصر الأمر على إقليم كوردستان وحسب، حيث هب الكرد من جميع المدن والبلدات في تركيا والعراق وسوريا وحتى إيران دعماً لمعركة كوباني, أما الدول العربية لم ترسل كيساً من مادة الطحين إلى الغوطة، وداريا, ومضايا, الذين مات العديد منهم جوعاً بسبب الحصار المفروض عليهم (فقط لانهم عرب سنة).

والطائفة المسيحية توحدت أيضاً في عهد النزاع في سوريا كما حصل بعام 2015 حين أختطف مسلحي تنظيم الدولة داعش 240 أشوريا من بلدة تل تمر غرب الحسكة شمال سوريا، لم يهدأ المسيحين حول العالم وكثفوا جهودهم لإطلاق سراح أخوتهم المختطفين وتكللت محاولاتهم بالنجاح بعد دفع الملايين كجزية عنهم، وهذا في حين لازال آلاف العرب السوريين محتجزين لدى النظام والتنظيم في سوريا ويمارس بهم اقسى وسائل التعذيب كـ الحرق, والغليان, والتفجير, والذبح, والجوع, ولم يتدخل أحد إلى الآن لإطلاق سراح المعتقلين العرب السنة.

وبعد 6سنوات من الثورة السورية لم يفلح العرب السوريين إلا بتقسيم أنفسهم إلى عدت فصائل متطرفة ومتشددة ومنها المعتدلة وهم قتلوا بعضهم البعض، ومازال العرب يعبدون شعار أمة عربية واحدة.

الكاتب: أراس حمو
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ