الطريق إلى جنيف تبدأه المعارضة بـ"صفعة" الوفد فهل تكمل الصفع !؟
الطريق إلى جنيف تبدأه المعارضة بـ"صفعة" الوفد فهل تكمل الصفع !؟
● مقالات رأي ٢١ يناير ٢٠١٦

الطريق إلى جنيف تبدأه المعارضة بـ"صفعة" الوفد فهل تكمل الصفع !؟

 

تتسارع البيانات و تتضارب حول المفاوضات بين نظام الأسد و المعارضة السورية في جنيف في تاريخ تائه كحال الدول الفاعلة و المتصارعة في الملف السوري ، وباتت سوريا عبارة عن "بيضة القبان"في العلاقات الدولية ، فمن يستحوذ عليها سيكون من نصيبه أمور كثيرة .

وكما هي "بيضة قبان" هي معركة "كسر عظم" في ساحة لا ألم مباشر يلحق بالمتنافسين ، بل مجرد أذية شعور بسيط يتعلق بكبرياء هذه الدولة أو تلك ، و فالصاراع اليوم هو سياسي في الدول البعيدة ، ويتردد الصدى على الأرض ، بقصف و تدمير و ابادة منظمة ، وإنهاء أي إمكانية للحياة حتى في المستقبل البعيد المدى ، ما المفاوضات و الوفود المشاركة بها ، إلا حلقة في سلسلة الحرب الناعمة بين الدول و النارية على الشعب السوري.

فمنذ الأمس تحول الصراع التمهيد و المستبق للوفد إلى صراع حقيقي وسط خلافات ليست عميقة بل هي "عقيمة" لا حل لها ، سيما مع الاعلان عن وفد المعارضة التي اجتمعت في الرياض ، فجاءت الأسماء الرئيسية كـ"صفعة" صامتة لروسيا التي بقيت طوال الأيام الماضية تتحدث عن وجوب السماع لطلباتها و تنفيذيها و اقحام عناصر داخل الوفد كـ"قنابل موقوتة" ، وكذلك مكون اضافي غير متجانس لتزيد من ضعضعة الوفد الذي سيواجه النظام في جنيف .

وجهت انتقادات كثيرة لوفد المعارضة ، و أبرزها أن رئيس الوفد و كبير المفاوضين إضافة لثلاثة أعضاء آخرين من أصل ١٦ هم من الجناح المسلح للمعارضة ، واعتبر البعض أن هذا دليل ضعف لدى المعارضة كونها لاتملك فريقاً سياسياً ، لذلك لجأت إلى العسكر ، و إن كان هذا النقد ليس بمكانه سيما مع اليقين التام أن الفعالية في المعارضة السورية سواء في القول أو الفعل تعود للثوار على الأرض ، و هم القادرين على الالتزام من عدمه ، و ما المعارضة الخارجية إلا ممثل شكلي ، إذ أن من بين أبرز أخطاء المعارضة السورية هو اتخاذها شكل دولة ، خارج الأرض ، و كان من الأجدر الاكتفاء بلعب دور "وزارة الخارجية" دون أن تحمل مسميات كبيرة و غير واقعية كـ"ائتلاف" أو "حكومة مؤقتة".

الوفد المشكل لتمثيل المعارضة كان معروف حجم الرد الروسي عليه ، والرفض التام له من قبلها ، سيما أن الممثل عن الفصائل كان من الفصيل الذي اغتيل قائده بتوصية روسية ، والرئيس يعبر بشكل أو بآخر عن جبهة قد تكون الأهم في مسألة الحسم "الجبهة الجنوبية" ، لذا يعتبر اعتماد الوفد بهذه الأسماء و على هذا الشكل هو الرد من المعارضة مجتمعة على روسيا ، التي يبدو أنها ستضع كل ثقلها لإنهاء أي مفاوضات قبل أن تولد ، و هذا التهديد قاله وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قبل أيام ثلاث ، بأن المفاوضات ستكون هذا الشهر و في "دمشق" ، أي في حال عدم الالتزام بشروط روسيا فسيتم مسح جنيف من المفاوضات و استعاضتها بـ"دمشق" وتم تحضير ١٥ اسماً هم بالأصل موجودون في دمشق أو يمكن حضورهم بأي حال ، لنتابع تكراراً لسيناريو مفاوضات موسكو ١ و ٢ و كذلك مفاوضات أخرى جرت في كازاخستان ، عندما اجتمع النظام مع نفسه و خرج بوثيقة تثبته ، و لكنها لم تلزم أياً كان حتى موقعيها .

ومع اعتبار أن وفد المعارضة الذي أعلن عنه رياض حجاب ، المنسق العام للهيئة العليا للتفاوض،هو "صفعة" فعلية و ليست رد سياسي كلامي على تصرفات روسيا ، ينتظر أن تتوالى الصفعات برفض الدخول في المفاوضات قبل تحقيق بنود ما أسماها قرار مجلس الأمن رقم ٢٢٥٤ (وقف اطلاق النار، فك حصار المدن ، اطلاق سراح المعتقلين) ، إضافة لعمل ميداني متوازٍ يكون فعال و مؤلم ، كي تعطي الصفعات فاعلية .

المصدر: شبكة شام الاخبارية الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ