العام : ٢٠٢٥ .. رئيس أمريكا الأسبق باراك أوباما : نعتذر من السوريين لعدم انتزاع الأسد !؟
العام : ٢٠٢٥ .. رئيس أمريكا الأسبق باراك أوباما : نعتذر من السوريين لعدم انتزاع الأسد !؟
● مقالات رأي ٦ يوليو ٢٠١٦

العام : ٢٠٢٥ .. رئيس أمريكا الأسبق باراك أوباما : نعتذر من السوريين لعدم انتزاع الأسد !؟

قفز إلى المخيلة مشهد مستقبلي على شاكلة أفلام "الخيال الجامح"، الرئيس الأمريكي باراك أوباما و هو واقف أمام الكونغرس ليقول "أنا أسف و اعتذر كثيراً من السوريين لأنني لم أنتزع الأسد "، بعد أن توصل تحقيق ضخم أن استمرا الأسد في الحكم طوال هذه المدة و بعد كل تلك المجازر تسبب بانفجار العالم وانتشار الموت فيه و بأعنف الأشكال.


مشهد قد يكون غير واقعي و هزلي، و لكنه من الممكن أن يحدث ، و حتى حدوثه لن يفيد و لن يدمل الجرح و لن يوقف آثاره الكارثية على العالم ، كما هو الحاصل الآن نتيجة حرب العراق في عام ٢٠٠٣.


اليوم وقف رئيس الوزراء البريطاني توني بلير مطأطئ الرأس أمام شعبه ، باحثاً عن تبرير لحربه على العراق و تدميرها و تسليمها على طبق ذهبي لشرذمة من عبيد السياسة التابعين عقائديا و تفكيراً و منهجياً لإيران و منها انطلق إلى العالم الموجة التي لم يعرف لها حل حتى الآن "داعش"، و اكتفى بالقول "المعلومات الاستخبارية كانت خاطئة، أعبر عن الأسى والأسف والاعتذار أكبر مما تتخيلون"، الخيال في قدر الاعتذار يبدو طويلاً مع ملايين القتلى و الجرحى و المشردين، الأهم غياب الوطن "أرض – شعب – سلطة" ، و تحوله لساحة رحبة للعبث بحياة الناس و المشاركة في أذية الجميع، عبر أفواج الميلشيات الطائفية التي تهدد المنطقة بقنبلة تفوق تلك الذرية.


اليوم المشهد العراقي يتكرر في سوريا و بآلية أعنف و أشد وطأة، و ينذر بمستقبل من السوداوية ما يجعل السيناريو العراقي عبارة عن راية ناصعة من البياض ، ويقف خليفة " بلير"، ديفيد كاميرون موقف المتفرج أو لاعب الخفة لإخفائه عن شعبه ، و لكن هذا الاخفاء لن يكون له من الدوام الكثير فستظهر النتائج سريعاً عندما تنفجر القنبلة العنقودية في سوريا لتطال كل من تخاذل عن انهاء العقدة السورية أو تباطئ بها.


و بلير شريك الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش ، و غداً ( أي بعد سنوات قد تكون في عام ٢٠٢٥) ، سيكون باراك أوباما في نفس موقف بلير، و قد نسمع منه كلمة اعتذارية عن يوم ٣١-٨-٢٠١٣ الذي قرر فيه التراجع عن ضرب الأسد بعد تجاوزه الخط الأحمر واستخدام الأسلحة الكيميائية ضد الشعب السوري، و قد يجد أوباما مبرراً أنه لو أسقط الأسد في ذلك الزمان لتكرر سيناريو العراق مستشهداً بالتقرير البريطاني اليوم.


و لكن أغلب الظن أن المشهد العراقي هو نسخة مصغرة جداً عن نتائج استمرار الأسد في الحكم و القتل ، وما تحمله سوريا في جعبتها من مفاجأت سواء على صعيد تنامي العدائية ليس ضد الغرب فحسب بل ضد العالم بأسره، و ستجد هذه العدائية من الرواد الكثير ، فالمكلوم و المقهور و الأهم المحارب بـ"تطرف قذر" تقوده ايران، لم يجد من يساعده أو يخفف عنه فحسب بل وقف العالم مسانداً للقتلة، هذه الظروف ستولد أجيالاً من المعبأين و المجهزين للانفجار بوجه الجميع أينما حلوا و كيفما ارتحلوا.

المصدر: شبكة شام الاخبارية الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ