العدوان الإسرائيلي "الكرتوني" لإيران
العدوان الإسرائيلي "الكرتوني" لإيران
● مقالات رأي ٢٩ أبريل ٢٠١٨

العدوان الإسرائيلي "الكرتوني" لإيران

كثرت في الآونة الأخيرة الأنباء عن حرب مرتقبة بين إسرائيل وايران، لربما في البداية اقتنعنا جميعا أن إسرائيل باتت تخاف التغلغل الإيراني في سوريا بشكل خاص والتمدد الشيعي في المنطقة بشكل عام، إلا أن زيادة الضخ الإعلامي لا سيما في المواقع الأمريكية والبريطانية المعروفة، جعلنا ندرك تماماً أنها فقاعة لتوجيه أنظار الشعوب العربية الى هذا المنحى، في الوقت الذي تمثل فيه إيران الجدار الحامي لإسرائيل.

كان من السهل على الولايات المتحدة يد إسرائيل اليمنى، أن تضرب مواقع إيران في سوريا خلال 24 ساعة إن كان لديها النية، وكيف لواشنطن أن تضرب الوجود الايراني في سوريا، وقد جعلت منه "الغول" الذي تستخدمه في كل مرة تريد فيها أن تضغط على الخليج العربي، وما أمام دول الخليج إلا أن تدفع أتاوات دفع "الغول" عن بلادها، ما يشبه تمثيل كرتوني يمكن أن يقنع طفلاً دون الخامسة من عمره.

الإعلام العربي بطبيعته يؤمن بمهنية الصحف الغربية من "واشنطن بوست" الى "ناشينال إنترست" أو "الغارديان" وغيرها الكثير الكثير، ماجعل التسويق الحرب المزعومة بين إسرائيل وايران سهلاً على المواقع العربية، هذا الامر جعل العقل الباطن للقارئ العربي بشكل عام والسوري بشكل خاص يتوجه نحو أن "إيران" هي عدو مشترك بين العرب وإسرائيل، وهذا دليل على نجاح الخطة الترويجية، خاصة مع هدوء الوضع بعد التوترات التي شهدتها الساحة السورية مؤخراً بين روسيا والدول الغربية، وحالة الترقب التي يعيشها الجميع في انتظار "أستانا 9 " الشهر المقبل ونتائجه.

ولعل اشغال السعودية بالانفتاح والخطط الاقتصادية الجديدة وتغيير استراتيجيتها وقوانينها، هو أحد سبل التفشي الإيراني في المنطقة، وبين الفينة والأخرى يخرج وزير الخارجية السعودي، "عادل الجبير"، ليثني على تصريحات الرئيس الأمريكي، "دونالد ترامب"، حول مساعيه لتطويق ايران وكف يدها في المنطقة، ووقف برنامجها النووي.

لكن جميعنا يعلم في النهاية، ان الكاريزما التي يتمتع بها ترامب هي كاريزما "جنونية" بل "هستيرية"، ولم يكن وصول هذه الشخصية الى البيت الأبيض بالصدفة، بل لإشغال العالم بأسره بكلمات ينشرها قاطن البيت الأبيض على حسابه "تويتر" والتي تضج لها دول العالم في المشرق والمغرب، لكن يعود ويغير أقواله بعد أيام، بعد أن يعطي جرعة مخدرة للجميع خارج إطار حدوده واسرائيل، والتي لا تستغرق معه إلا بضع ثواني وفقط "تغريدة"

الكاتب: رنا جاموس
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ