"النصرة" الجريحة أمام خيارين .. إما فتح الحرب على كافة الجبهات أو التماهي مع "أخوة المنهج"
"النصرة" الجريحة أمام خيارين .. إما فتح الحرب على كافة الجبهات أو التماهي مع "أخوة المنهج"
● مقالات رأي ١٢ مارس ٢٠١٦

"النصرة" الجريحة أمام خيارين .. إما فتح الحرب على كافة الجبهات أو التماهي مع "أخوة المنهج"

 

طفت للسطح بشكل فاضح التصرفات التي يرتكبها بعض منتسبي جبهة النصرة ، التي زادت من الاحتقان الشعبي ضدها ، وانعكست على سويت القبول الشعبي و لتصل لمرحلة قريبة من فقدان الآمان "الحاضني" لها ، تصرفات لايمكن الدفاع عنها دون وجود هجوم عكسي عليك أو التعامي عنها الذي يقود هو الآخر لحملة أقسى ، و بين هذا و ذلك يوجد تبرير يجب سوقه في خضم الضياع الحالي الناتج عن جهل عميق بالسيناريو المرسوم لسوريا .

الهجوم على جبهة النصرة و انتقاد تصرفات بعض أمراء القواطع ، لايمكن أن يكون بمعزل عن قراءة الوضع العام للنصرة بعد الهدنة ، التي تسببت بجرح غائر نتيجة شعور النصرة أنها وحيدة بين جميع من حولها ، الذين وافقوا على هدنة توجب قتالها ، الأمر الذي حولها لـ"نمر جريح" يعاني من تخبطات كثيرة و ضياع حول العمل في المرحلة القادمة اذا ما تمت امور المفاوضات السياسية ووصلت إلى بر الهدوء التام و الانطلاق نحو التسوية النهائية ، التي أحد بنودها قتال النصرة و المتشددين .

لايبدو أن خيارات النصرة متعددة و متشعبة ، فهي أمام خيارين لاثالث لهما و كل خيار يحمل من المرارة ما يكفي لأن يكون بمثابة الذهاب للموت .

و أول الخيارات المطروحة هو اجراء نوع من الاندماج و التوحد مع الفصائل التي اتخذت مسميات عديدة و لكن تتفق نسبياً بالمنهج كـ"جند الأقصى"و "التركستان" و آخرون ، ليشكلوا جبهة موحدة لمحاربة الجيمع سواء على المستوي العالمي أم علي المستوى الداخلي ، مواجهات ستقود لقتال رفقاء المعارك في الماضي ، داخل مناطق متداخلة السيطرة لحد كبير ، لدرجة أن تخاض الاشتباكات داخل الحي الواحد ، و هي تشبه الجلوس داخل “أتون” النار و الحرب مع كل الجهات .

ثاني الخيارات الذي قد يكون أكثر قرباً للواقع ، وهو حللت الأمور الخلافية بينها و بين "داعش" و العودة إلى ذات الحالة الأصيلة ، فالنبع واحد و خلافات البيعة يمكن حلها ، و بالنسبة للعجلة التي اتهمت بها داعش باعلان الخلافة ، هي أيضاً تملك امكانية الحل ، وهنا سيكون الموقف نسبياً أقوى اذ أن الطرفان يملكان امكانيات بشرية و مادية و تسليحية يجعل منهما قوة لايستهان بها ، وهي ما يمكن تسميته بـ”الانصهار “ مجدداً في الأصل.

بين الحرب داخل النار ، الانصهار من جديد ، تقف النصرة حائرة ، تتصرف بتصرفات مريبة و متوترة، لتنفس عن جزء من النقمة و الألم المتولد عن ماتعتبره جرح "الخيانة" بعد تركها وحيدة ، و هي تعتبر نفسها فرداً أصيلاً في التركيبة السورية بعد أن قدمت ماقدمته .

المصدر: شبكة شام الاخبارية الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ