الوجه الجيد لـ ترامب “الخير”
الوجه الجيد لـ ترامب “الخير”
● مقالات رأي ٩ نوفمبر ٢٠١٦

الوجه الجيد لـ ترامب “الخير”

تأبط الجميع شراً ، مع صبيحة هذا اليوم ، و جعلوها مجرد بداية لمرحلة طويلة من العذاب المفضي إلى الإنهاء، مع نجاح دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية في نسختها الـ ٤٥، على اعتبار أن مجنوناً سيحكم العالم و سينفذ وعوده الجنونية.


لاشك أن الاستنتاجات السلبية من نتيجة الانتخابات الأمريكية، هي المسيطرة على أجواء المحليين و الفاعلين على المستوى الشعبي، باعتبار أن ترامب هو الوحش المكشر عن أنيابه ، و المتوعد بالابادة للجميع ، وعنصر “المؤامراتية” يفضي بأن المستقبل سيكون قاتماً على الجميع و لا سيما السوريين.

و لعل الارتكاز في التوقع على الخطابات الملقاة خلال الحملة الانتخابية، هو ضرب من ضروب الجنون ، اذ المفروض الانتظار ريثما يتم الاعلان عن قائمة المستشارين أو ما يعرف فريق العمل الذي سيكون هو الحاكم الفعلي في البيت الأبيض الذي يمثله ترامب، و لعل نجاح وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون إلى رئاسة الدبلوماسية في بلاده ، بعد سنوات من الحرب إلى جانب الأسد و حلفاءه و دفاعه الأكثر من مستميت عنهم، سرعان ما انقلب كل شيء وتحول إلى معاد للأسد و روسيا، فهنا لا يحكم الأشخاص بذاوتهم و أهوائهم، و إنما بما يخطط و يقدم لهم.

و بالعودة إلى على من نرتكز في توقعاتنا ، فيقول وليد فارس ، وهو لبناني الأصل و يشغل منصب المستشار السياسي لترامب، أن “إشكالية ترامب في خطاباته أنه غير خبير في العلوم السياسية، لكنه شعبوي وعلاقته مباشرة مع الجمهور، مضيفاً أيضاً “ليس محامياً وغير مدرب سياسياً وهو بطبيعته عفوي ويقول ما يتبادر له دون أي تحفظ، لكن خصومه يستغلون أسلوبه هذا في مهاجمته للنيل منه وهو ليست لديه القدرة على الدفاع عن نفسه، خصوصاً أن الإعلام في شكل عام ضده لكنه سيعدل من طريقته وسيلتزم بقراءة نصوص مكتوبة في خطاباته المستقبلية”.

فارس ، المعروف عنه خبرته الطويلة ، قلل، في لقاء مطول مع صحيفة “الحياة”، كشف عن وجود نية لدى ترامب بعقد اتفاق روسي أميركي من أجل حل الأزمة السورية وعلى رأس أولويتها القضاء على تنظيم الدولة، مردفاً أنه “دائماً هناك نظرة مؤامراتية في العالم العربي وهذا غير صحيح. أميركا براغماتية وتقوم بردود أفعال، مثلاً ليس هناك مشروع أميركي يدعو إلى تقسيم سورية ولكن هناك قرار يدعو إلى التهدئة والاستقرار وأن تستمر كل قوة في موقعها وأن تضمن سلامتها، يجب طمأنة الجميع العلويين والأكراد والعرب السنة وكل القوى أنها ستشارك في المفاوضات دون إقصاء لأي طرف لأنهم هم أصحاب القرار في تقرير مصيرهم (ونحن سنساعد في المفاوضات). إذا نتج من التفاوض فيديرالية وإذا أثمرت المفاوضات عن الانفصال فليكن، لأننا لا يمكن أن نسير ضد إرادة الشعوب. الشرق الأوسط الذي نسعى له هو شرق أوسط مستقر وخال من الإرهاب” كما جاء في تصريحه للصحيفة.

اذاً لا يمكن الحكم على سلبية القادم الجديد إلى البيت الأبيض ، و في الوقت ذاته لا يجب التعويل على أنه المنقذ، وفي هذه الحالة نضمن استمرارية العمل دون التوقف و انتظار المجهول في حين أن الموت يواصل الفتك و القتل المستعر.

المصدر: شبكة شام الاخبارية الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ