انتظار "الحزم" هو : موت "الحسم"
انتظار "الحزم" هو : موت "الحسم"
● مقالات رأي ١٦ أبريل ٢٠١٥

انتظار "الحزم" هو : موت "الحسم"

20 يوماً مضت على "عاصفة الحزم" ، التي بدأت سريعاً و بدون أي تفويض دولي ، بقوة و ضرب مركز ، مع غياب قوة فاعلة تماما على الأرض ، أيام و اتخذت الإجراءات القانونية و حصلت على بطاقة السماح الأممية بسيفها السابع ، لتتحول إلى حرب دولية على أتم وجه ، حرب على الخروج عن الشرعية ، و حرب على منتهكي الإنسانية ، و حرب على عملاء الأعداء.

ليس اليمن حاله أصعب من حال سوريا و لا شروط التدخل فيها أصعب من  الشروط في سوريا ، لكن هناك كل شيء تم و يتم بسرعة لا يمكن معها القراءة ، في حين أن شدة البطئ في التعامل مع الوضع في سوريا يجعل قراءته غير متاحة أيضاً.

منذ اللحظة الأولى و نحن ننتظر الإعلان عن حزم مشابه في سوريا ، ولا يخلو يوم من تسريب هنا أو هناك ، كشف من هذا أو ذلك ، أو حديث في الدوائر المغلقة و الشديدة السرية عن شيء مشابه ، لكن كلها باتت شيء عادي و اعتيادي و من طبيعيات الأمور في الشأن السوري.

ثورتنا تشبه حال الأهل بطفلهم الصغير الذي يتعلم الكلام حديثاً ، فكلما نطق بحرف أو طلب شيء جديد نهلل و نفقز فرحاً و ننتظر أن يكمل وحده التعلم و يبهرنا ، و رغم كل ما يصدر عنه مجرد كلام إلا أنه يبقى مصدر سعادة آنية تنسينا مؤقتاً مرارة البحث عن رزقه و تأمين مستقبله.

الحق يقال أن الثورة السورية و الأوضاع التي خلفها الإجرام في التعامل معها ، هي من أكثر الأمور التي جرى الحديث عنها و التصريح بشأنها و عقد المؤتمرات و اللقاءات و المشاورات على مر التاريخ ، و لا يوجد حدث عالمي اتخذ هذا الشكل من الإهتمام على مر التاريخ ، و لا نبالغ إذا ما تفوقنا على أطول الصراعات و هو الصراع "العربي – الإسرائيلي" ، و لكن كل هذا التفوق لا يتجاوز حدود " كلمة جديدة نطق بها طفل".

نترقب الأمور و بانتظار مرور الحزم من الأجواء السورية لتنهي أو لتخفف على أبسط تقدير حجم المعاناة الهائل عن كاهل الشعب السوري ، لكن هل هذا الترقب و الانتظار هو شيء مفيد أو جديد أو ذو فائدة ؟

اعتدنا على الوعود الكاذبة و اعتدنا الانتظار و كذلك الترقب و أيضاً سماع الخطب الرنانة و كلمات التأييد ، كما اعتدنا الخذلان و النسيان و الاهمال ، اعتدنا التراخي و التماهي في المصالح ضدنا ، اعتدنا أن نعتاد على عالم كل همه تعويدنا على الموت و جعله ثقافة اعتيادية ضمن العادة الأساسية ، عادة "ذهبية المصالح تُفضل على حديد المبادئ" .

انتظارنا و ترقبنا لـ"الحزم" ماهو إلا صناعة أكفان جديدة لثورتنا و شعبنا ، انتظار لموت أعنف و أشد ، النظر لإحتلال أوسع و أشد ، و انتظارنا لـ"الحزم" كمشاهدة البوارج الأمريكية على السواحل السورية تتأهب لإرسال صواريخها ، كمتابعة جلسات مجلس الأمن التي تقترب من الخروج بقرار تحت السيف "السابع" ، كرؤية الإجتماعات خلف الأبواب لتخرج بإذن الإنهاء ، فكل هذه المشاهدات و الإنتظارات و الرؤى تقف عند حد المحسوس دون أن تصل إلى الملموس.

لسنا بحاجة لـ"حزم" أحد بل نحن بحاجة لـ"حسمنا" و اتفاقنا و تنازلات من الجميع لإنقاذ الجميع ، لو اضطررنا للتخلي عن كثير من الأشياء أو تأجيلها في الوقت الحالي ليتم "الحسم" و من ثم نعود لـ "خلافنا".

الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ