بديهيات الشرف يا "أشرف الناس"
بديهيات الشرف يا "أشرف الناس"
● مقالات رأي ١٤ أغسطس ٢٠١٧

بديهيات الشرف يا "أشرف الناس"

يقف المراقب مدهوشاً حيال الحملة المسعورة التي شنها الحزب الإلهي وصغاره وأبواق نظام الأسد على النائب عقاب صقر.  حملة غير مسبوقة شنها "فرسان الممانعة" عبر كل قياداتهم وأتباعهم وجمهورهم ،ولَم يتبق إلا أن يستأجروا جمهوراً من أفغانستان أو نيجيريا لمشاركتهم في حمام القذف والعار، تماما كحمام الدم السوري الذي أسالوه في سوريا بعدما استجلبوا كل مرتزقة الأرض ليستبدلوا بهم طرفي صراع داخلي بين شعب يطالب بحريته ونظام يرتكب كل الفظائع.
 
اشتعلت حملة "الحزب الإلهي"  قبيل المؤتمر الصحفي للنائب صقر بأيام، وتفاعلت بقوة كبيرة بعده، لم تتحل بأي صفة من صفات الأخلاق، ولَم توفر أي مفردة من قاموس الشتائم والسباب الذي تمتلئ به عقولهم ويعبر عن حقيقة أخلاقهم في الرد على ماورد في مؤتمر صحفي أجزم أن صاحبه لم يكلف نفسه عناء التحضير له أكثر من بضع دقائق لوضوح كل معطياته وحقائقه. وبعاصفة من الجنون تسابق "كبارهم" مع صغارهم بمستوى الانحدار باختيار العبارات والأوصاف التي لايعرفون غيرها، حتى لم يعودوا ليجدوا مايزيد به أحدهم على الآخر إلا أن يضيفوا أرقاماً قبل تكرار نفس الشتائم ليعبروا عن ألمهم وعمق جرحهم وفضيحتهم بما واجههم به النائب صقر. حتى وصلت الأمور بشيخ معمم من الحزب الإلهي ونجلٌ لقيادي كبير وأخٌ لمستشار حسن نصرالله أن يهدد علناً النائب صقر بقطع راْسه.
 
لم يكن مستغرباً من "رئيسٍ" سابقٍ لأحد الأجهزة الأمنية السورية وسفير "مطرود" أن يشتم النائب اللبناني بكل ما أوتي من إسفاف، وينسى الإجابة عن سؤاله الكبير حول كيفية الإفراج عن أبومالك التلي من سجون النظام، وهو للسخرية كان معتقلاً في إدارة "أمن الدولة" التي كان يرأسها هذا المرتكب على مدى عقد من الزمن، ولَم يجب "صبيه" الذي كان يرأس جهازاً في لبنان عن جلبه بسيارته برفقة زميله وثاني "الاثنان" ميشيل سماحة للمتفجرات من عرين المقاومة دمشق لزرعها في لبنان، كما ولَم يوضح لنا "رئيس حكومة الحزب الإلهي" كيفية تغلغل الإرهاب في عهده من سوريا إلى لبنان وبالعكس عندما كان مشغولاً بتشريع نقل المحروقات من لبنان إلى نظام الأسد لتستخدم وقوداً لدبابات الأسد التي تفتك بالشعب السوري. وبالتأكيد لم يقدم لنا أي من إعلامييهم المختصون بالتزوير والفبركة والذين شاركوا بمهرجان "الآلام والعويل" وهم نفسهم من كانوا يغطون أحداث ما أسموه "بمعركة عرسال" أي إيضاح حول ماجرى في هذه المعركة وأسباب الصفقة التي عقدها الحزب الإلهي مع "إرهابيي جبهة النصرة المهزومين المستسلمين والمحاصرين" حسب وصفهم في مساحةٍ لاتسمح لأحدهم حتى بالجلوس، شبيهةٍ بزنازين معتقلات قائد محور "المقاومة" بشار الأسد.
 
كل ماسبق لم يمكن مفاجئاً أو حتى مستهجناً صدوره عن رموز وناشطي وحتى جمهور "محور التشبيح وعبادة الأحذية" في سوريا ولبنان ضمن سياسة الإرهاب والترهيب لكل صوت مخالف لهم، أو فاضح لإجرامهم، أو كاشف لكذبهم في حالة "وهمية" من فرط القوة التي يعيشونها بكل جوارحهم. وما زاد من حدة حملتهم المجنونة الصمت من قبل ناشطي وجمهور الطرف الآخر الذي يقف بمواجهة هذا المحور الإجرامي في دمشق وبيروت، حتى توهموا أنهم نجحوا بإخافة الجميع ولجمهم، عبر سلاح الإجرام، والقتل، والتهديد، والوعيد، والشتم، والسباب.
 
لا أيها "السادة"، لم تصمت الأصوات خوفاً منكم، بل صمتنا ترفعاً عن مستوى أخلاقي لم تعرفه البشرية يوماً في أي درجة من درجات الاشتباك السياسي أو العسكري. صمتنا لأن درجة انكشافكم وفضيحتكم لم تعد تحتمل المزيد من الإيضاح والتوضيح، فقد وصلتم للدرك الأسفل من اللاأخلاق بعد أن كُنتُم قد وصلتم منذ زمن إلى الدرجة الأعلى من اللاإنسانية والإجرام. صمتنا لأن رمزكم صار للأسف مجرد حذاء تتغنون به ليل نهار وتستحضرونه بوجه كل من يخالفكم، بل وتجلسون مايشبه هذا الحذاء والذي يرتديه الإيراني والروسي وكل من يريد في قصر الشعب بدمشق وتتخذون منه قائداً ورمزاً. صمتنا لأن خزانكم الفكري واللغوي والذي تتفوقون به من الشتائم والسباب والسفاهة والإسفاف قد استبدلتم به لغة العقل والمنطق ليتحكم بتصرفاتكم، وكلامكم، وكتاباتكم بوجه كل من يخالفكم بالرأي ولو حتى بموقف أو كلمة ولاتوفرون حتى عائلات من يختلف معكم وأعراضهم كما لا توفر براميل حقدكم المتفجرة بشراً أو حجر.
نعم لقد صمتنا لأن الحقائق لايحتاج سردها نبرات عالية متشنجة هيستيرية، ولا لعبارات سوقية مبتذلة. فالأفكار والصدق لايحتاجان لحالة الجنون والهيجان التي أصابتكم كخفاش يحتضر ولم يبق له إلا الوَط بكل طاقته دفاعاً عن حياته التي عاشها كاملةً في ظلام الكهوف.
 
"وإن عدتم عدنا" عبارة كررتموها في معظم ردودكم وبياناتكم وللحقيقة فإن إنجاز حملتكم الوحيد والذي يحسب لكم، هو أنكم قد وصلتم إلى درك سفلي لن نستطيع أن نعود معكم إليه في أي حال لصعوبة الوصول إليكم في قاع القاع.

المصدر: شبكة شام الكاتب: لؤي المقداد
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ