بعد انهاك “المعارضة” هل أتى دور “تأديب” الأسد .. !؟
بعد انهاك “المعارضة” هل أتى دور “تأديب” الأسد .. !؟
● مقالات رأي ٥ أكتوبر ٢٠١٦

بعد انهاك “المعارضة” هل أتى دور “تأديب” الأسد .. !؟

لا يمكن فصل التصعيد الاعلامي الغير اعتيادي حول سوريا ، بأنه عبارة عن كلام في الهواء اذ أنه يرتبط بتطورات على الأرض قد تمهد لحدوث أمر كبير، و في الوقت ذاته لا يمكن الاعتماد عليه كلياً في رسم خطوط الطريق الذي سيتم السير عليه فب المرحلة القادمة ، اذ أن الأمور تطبخ في مطابخ لا يعلم بها إلا القلة القليلة، بينم يتخذ البقية موضع المتابع أو المراقب و كتوصيف دقيق موثق لما يحدث.

النبرة اختلفت بشكل كبير منذ ١٩ الشهر الجاري ، وهو تاريخ انهيار الهدنة الشكلية أو هدنة حسن النوايا بين أمريكا و روسيا ، و كان هذا التاريخ نقطة تحول جعلت الجميع يلملم حوائجه “السياسية” و يبدء باستلال سيوف الحرب ، وظهور الأمور على الاعلام “العلني” و ليس “السري”،  يشي بأن الأمور وصلت حد التمهيد الذي يسبق الاشباك، ووفقاً للعرف السائد في مثل هذه الأمور فإن مدة انطلاق الفعل ، تترواح  بين الاسبوع على أقل تقدير و الشهر في أبعد توقع.

ما يميز النبرة المتصاعدة الممهدة لتغيير التوجيهات هو الصخب الاعلامي الذي يحمل عدة روايات و لكنها جميعها تصب باتجاه واحد ألا وهو ، الحاجة إلى “لي ذراع” الأسد كشخص و روسيا كمقصد ، من خلال سلسلة من “الأخطاء” المقصودة ، كما حدث في دير الزور الشهر الفائت ، تفضي إلى زعزعت التركيبة الغير متجانسة بالأصل على الأرض التي تعتبر سلاح روسيا البري ، والذي يضم بعض العصابات التي تتخذ اسم “جيش سوريا” و عشرات الميلشيات التي تختلف باللغة و التركيبة،  صحيح أن مرجعيتها تعود لنبع واحد “المرشد ثورة ايران” إلا أن عقول المنفذين مختلفة ، و الأهم أن الروابط بين العصابات و المليشيات ليس بجيد و الخلافات بينهما عميقة، اضافة لعدم ثقة روسيا بالمقاتلين الذين يمهد لهم طيرانها على مدار الساعة، وفق ما كشفه محلل اسرائيلي بالأمس .

ووجدت المخابرات الأمريكية و قيادة الأركان المشتركة ، في استسلام أوباما و فريقه و اعتزالهما الملف السوري ، البوابة الأمثل لاعادة بسط سيطرة بلادهم على أكثر الملفات أهمية في العالم ، وتسريبات “واشنطن بوست” و إن كانت لاتؤخذ كتقرير صحفي ، و إنما هي الرسالة التي تمهد لما هو قادم ، رسالة تم تعزيزها من مرشح الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب الذي قال “ لا يحترمون قادة أميركا وقصفهم لسوريا يجب أن يتوقَّف”، و على الصعيد الدولي توقيت ظهور تقرير الأمم المتحدة حول استهداف قافلة المساعادت في ريف حلب في ١٩ من أيلول بأنه بقصف جوي ، هو جزء من الخطة التمهيدية.

ووفقاً للمجريات الآنفة الذكر فإن الرد سيكون في ذات السياق الروسي ، الذي أخذ منحى ضرب الفصائل المعتدلة و انهاكها لحد كبير ، الأمر الذي بات بحاجة لشيء مماثل للأسد و بعض حلفاءه ، من خلال ضربات مركزة على نقاط القوة بغية الوصول إلى انهاك نسبي يفضي لاضطرار الجميع الدخول في التسوية و التهدئة .

المصدر: شبكة شام الاخبارية الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ