بوتين في مواجهة مخاض "الانتخابات وكأس العالم" .. فهل يصدق ويسحب قواته..!؟
بوتين في مواجهة مخاض "الانتخابات وكأس العالم" .. فهل يصدق ويسحب قواته..!؟
● مقالات رأي ١١ ديسمبر ٢٠١٧

بوتين في مواجهة مخاض "الانتخابات وكأس العالم" .. فهل يصدق ويسحب قواته..!؟

يواجه الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" مخاض كبير في مرحلة مفصلية من حكمه بعد أن اقتربت ولايته من النهاية، في الوقت الذي يغوص فيه أكثر في المستنقع السوري إن صح التعبير وبات في مواجهة مباشرة مع شعبيته التي تتراجع أمام منافسيه في الانتخابات، نظراً لرفض الشارع الروسي ما تقوم به القوات الروسية من قتل وتدمير في سوريا بحجة "محاربة الإرهاب" وكذلك الخسائر الكبيرة التي منيت بها روسيا خلال عامين وثلاثة أشهر من بدء تدخلها لصالح نظام الأسد ضد شعبه.

تصريحات بوتين اليوم في زيارة مفاجئة للقاعدة الروسية في حميميم والتقائه برأس النظام بشار الأسد على عجالة، قبل زيارات رسمية يقوم بها بوتين إلى مصر وتركيا، وما صدر عنه من قرارات ببدء سحب القوات الروسية من سوريا ما هو إلا فقاعات إعلامية لأهداف وأجندات سياسية، يريد بوتين أن يستثمرها في هذا الوقت لمآربه وهو في الحقيقة يكرر تصريحاته السابقة قبل عام عن سحب القوات الروسية وما حصل فعلاً هو زيادة القوات والغوص أكثر في القتل والتشريد.

يقف بوتين اليوم بعد إعلانه عن ترشحه للانتخابات الرئاسية المزمع عقدها عام 2018، ينافسه أكثر من 10 أشخاص منهم سياسيين ورجال أعمال وفنانين يراهنون على أوراق كبيرة ضد بوتين الذي أعلن ترشحه كمستقل لا كمرشح عن حزب "روسيا الموحدة"، في الحملة الرابعة له، سيكون ملف تدخل القوات الروسية في المستنقع الروسي أكبر التحديات أمامه كذلك ملف كأس العالم الذي ستستضيفه روسيا في دورته لعام 2018 ضمن البطولة الحادية والعشرين من كأس العالم لكرة القدم تحت رعاية الاتحاد الدولي لكرة القدم، والتي يشترط ألا تكون الدولة المستضيفة في حالة حرب وهذا التحدي الثاني لبوتين.

شهدت الأشهر الماضية حراك روسي كبير على مختلف الأوساط للتوصل لحل سياسي سريع للقضية السورية والخروج منتصرة من المستنقع السوري قبل المخاض الرئاسي وعت لمؤتمر سوتشي أو ما عرف بمؤتمر الشعوب السورية، كذلك أجرى الرئيس بوتين اجتماعات مكثفة مع حلفائه وأصحاب القرار في الشأن السوري تركيا وإيران، ودعمت اجتماعات الرياض 2 وأدخلت منصة موسكو ضمن وفد التفاوض، كل هذا الحراك للانتهاء من القضية السورية بأسرع وقت.

وفي وسط هذا الحراك بات السؤال اليوم عن مدى جدية بوتين في تنفيذ تصريحاته على الواقع وسحب القطعات الروسية التي تزيد يومياً في قاعدة حميميم والعديد من القواعد التي تتمركز فيها القوات الروسية والخبراء الروس في حلب وتدمر وريف حماة ودير الزور، والتي لن تتعدى حد التصريحات والمماطلة في الخروج لحين انتهاء الانتخابات وبعدها يكون القرار عاد لبوتين في حال فوزه على منافسيه، ولكن هل تنفع هذه التصريحات بوتين وتنقذه من المستنقع السوري الذي ورط نفسه وقواته فيه.

كانت روسيا طوال عامين ونيف من العدوان على الشعب السوري شريكاً حقيقياً للأسد ونظامه في قتل الشعب السوري في 30 أيلول عام 2015، جربت عشرات الأنواع من الصواريخ والطائرات بشكل عملي في قتل المدنيين العزل، وتدمير البنى التحتية، بصواريخ متنوعة منها خارقة للتحصينات والارتجاجية، تشهد مدينة حلب وعشرات المدن والقرى السورية على هذا التدمير الممنهج الذي مورس لأكثر من عامين ولايزال.

أكثر من 5233 مدنياً، بينهم 1417 طفلاً، و868 سيدة خلفتها الغارات الروسية خلال عامين من التدخل، وارتكبت 251 مجزرة، كما سجَّل بحقها 707 حادثة اعتداء على مراكز حيوية مدنية، منها 109 على مساجد، و143 على مراكز تربوية، و119 على منشآت طبية، كما استخدمت الذخائر العنقودية ما لا يقل عن 212 مرة، و الذخائر الحارقة ما لا يقل عن 105 مرة معظمها في محافظة حلب، كما قتلت 47 شخصاً من الكوادر الطبية، بينهم 8 سيدات، إضافة إلى 24 شخصاً من كوادر الدفاع المدني، و16 من الكوادر الإعلامية، كما تسببت في تعرُّض ما لايقل عن 2.3 مليون شخص للنزوح هرباً من عمليات القصف والتدمير، بحسب "الشبكة السورية" فهل يخرج بوتين من سوريا وينشق عن الأسد ...!؟

المصدر: شبكة شام الكاتب: أحمد نور
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ