تصريحات "بن سلمان" خيانة لشهداء الثورة السورية وانحراف في المسار السعودي
تصريحات "بن سلمان" خيانة لشهداء الثورة السورية وانحراف في المسار السعودي
● مقالات رأي ٦ أبريل ٢٠١٨

تصريحات "بن سلمان" خيانة لشهداء الثورة السورية وانحراف في المسار السعودي

تتغير المواقف السعودية الرسمية حيال قضايا الشرق الأوسط عامة والقضية السورية بشكل خاص سريعاً خلال الفترة الأخيرة بعد تولي "محمد بن سلمان" ولياً للعهد، شكل ذلك معطفاً تاريخياً في المواقف السعودية المناصرة لقضية الشعب السوري التي طالما نادت وصرحت بها.

ولعل التصريحات السعودية على لسان "الجبير" كانت الأكثر انتشاراً وصدى في الأوساط السياسية في الأعوام الأولى للثورة، كما أن دخول المملكة السعودية على خط دعم الحراك الشعبي وتأييد تطلعات الشعب السوري في الحرية كان بارزاً وواضحاً ولطالما قادت السعودية حركاً سياسياً كبيراً لاجل ذلك.

كما ساهمت المملكة بشكل كبير في الأعوام ماقبل الأخيرة من عمر الثورة السورية في تقديم الدعم العسكري والإنساني الكبير للفصائل والشعب السوري على حد سواء، حتى أن العديد من الفصائل والمكونات باتت تتلقى تعليماتها وأوامرها منها بشكل مباشر.

كما كان لمؤتمرات الرياض والحراك السياسي السعودي دور كبير في توحيد جهود المعارضة وتنظيمها وتوجيهها في المفاوضات سواء كانت هيئة المفاوضات العليا أو هيئة التفاوض الأخيرة، والتي رعتها المملكة وساهمت بدور سياسي فاعل في الأوساط السياسية العربية والعالمية دعماً للقضية السورية بحسب تصريحاتها العلنية آنذاك.

جاءت تصريحات ولي العهد السعودي بن سلمان الأخيرة بمثابة اسفين دق في نعش الثورة السورية، حيث لاقت تصريحاته سواء كان بشأن القضية السورية وتمجيده ببقاء الأسد مخالفاً كل التصريحات السعودية عن أن الأسد راحل، لاقت صدى كبير محلياً ودولياً، واعتبرت بمثابة خيانة علنية لدماء الشهداء في الحراك الثوري السوري وفي تطلعات الشعوب العربية للحرية والخلاص من الاستبداد.

مراقبون ومحللون وسياسيون ونشطاء من الحراك الثوري السوري وجدوا في تصريحات بن سلمان انقلاب على المطالب الشعبية الحقة في الحرية، وغدر بدماء الشعب السوري، وقبول بالمجرم على رأس السلطة، وضياع لكل ماقدمته المملكة من دعم للشعب السوري، وتشتيت لقوة الفصائل العسكرية وتمكين لقوة النظام وحلفائه سواء كانت روسيا أو إيران.

تناقض التصريحات بين الماضي والحاضر يرسم توجه جديد في غير الخط الأول للسياسية السعودية تجاه القضايا العربية عامة والسورية خاصة، من خلال التطبيع مع الغرب وخذلان قضايا الشعوب المسلمة والعربية خاصة.

كما أثارت تصريحات ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، حول أحقيّة "إسرائيل" بدولة قومية لها في فلسطين عاصفة انتقادات واسعة على المستويين الرسمي والشعبي، واعتبرها برلمانيون عرب استكمالاً للمبادرة التي أطلقها ملك السعودية الراحل، عبد الله بن عبد العزيز، ووصفوها بالخطيرة، وطالبوا بالتصدّي لها.

الكاتب: فجر الدين الأموي
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ