تمتمات سليماني في حلب
تمتمات سليماني في حلب
● مقالات رأي ٢١ ديسمبر ٢٠١٦

تمتمات سليماني في حلب

الصورة الشهيرة للجنرال الإيراني الدموي قاسم سليماني، وهو يمشي متبخترًا في شوارع حلب الخالية التي دمرتها قواته وقتلت سكانها وهجرتهم منها، تنطق بما لم يستطع القادة الخومينيون في إيران أن يقولوه.

الصورة رسالة إعلامية ضخمة سربتها إيران إلى وسائل الإعلام، وهي تحمل ألف رسالة ورسالة، كأني بسليماني الطاووس العسكري المزهو بانتصاراته يتمتم فيقول: بالأمس حررنا بغداد والمدن العراقية ثم صنعاء، ثم سيطرنا على بيروت، واليوم نحرر حلب، وسينفرط عقد بقية المدن السورية، هي مسألة وقت فقط، وستروني بعد حين أمشي بين أنقاض مدن «عربية» أخرى من منطقة الشرق الأوسط طال الزمن أم قصر، هزمتكم أيتها الشعوب العربية في حلب وفي عقر داركم، وفي عالمكم العربي المتفكك، حكومات تناصر حليفنا الرائع بشار، وهو الذي مكّن لنا في سوريا وهيّأ لأساطيلنا الجوية والبرية والبحرية أن تحتل سوريا، وأخمد ثورة شعبها الذي ينشد الحرية والكرامة، وكان الجسر الذي عبرناه للسيطرة على لبنان، وسمح لبعثاتنا «التشييعية» التبشيرية أن تصول وتجول في سوريا، بل وفي الدول التي أيدت نظام الأسد وناصرته، كل هذا التأييد لبشار فقط، لأنه خصم دموي لتوجهات سياسية تنافس هذه الحكومات في حلبة السياسة، حتى إنني طلبت صحف دولة في المنطقة بعد احتلالنا حلب فوجدت خبر تلوث الفراولة فيها يتقدم على سقوط حلب في أيدينا، وحتى حليفتنا الأزلية روسيا التي صبت وتصب حمم نيرانها على من تسمونهم «أهالينا في سوريا»، وكان دخولها معنا في معركتنا مع الشعب السوري، منحنى مفصليا في تحول ميزان القوى لكفتنا، ليس بوسع أحد أن يوقفها، وهي ماضية في عوننا بلا حدود.

وها هو ذا الهلال الشيعي يحاول الاكتمال في المنطقة، وبذلك يسهل علينا اختراق عالمكم بكل يسر وسهولة، نحن أيها العرب البائسون نجني اليوم في حلب ثمار تحالفاتنا المتماسكة التي تحقق غايات واضحة وأهدافا مرسومة، تحالفنا أيها العرب المشتتون خليط من الاثني عشرية والنصيرية والأرثوذكسية والعرب والفرس والروس، وأنتم كلكم عرب وكلكم سنة وكلكم مستهدفون منا على المدى القريب والبعيد، وكلكم متنافرون، وحتى ثورتكم تشظت لعشرات الثورات وعشرات الفصائل وعشرات الأحزاب وعشرات الخطط، وعشرات الغايات يأكل بعضها بعضًا، ويلعن بعضها بعضًا، يخربون بيوتهم بأيدينا وأيدي فصائلهم المتناحرة، هاتوا لنا قتالاً جرى بين دولنا أو أحزابنا أو فصائلنا أو مذاهبنا أو أعراقنا مع اختلاف مصالحنا وغاياتنا، الروسي والإيراني والعراقي مع نظام بشار كالبنيان المرصوص، استراتيجيتنا ثابتة وتحالفنا متماسك وخلافاتنا مستورة، أنتم أقل نباهة ويقظة من ذاك الثور الذي قال: ذبحت يوم أكل الثور الأبيض، لأننا ذبحنا الكثير ولم نسمع أحدًا من بني يعرب يقول: ذبحت يوم ذبحت سوريا والعراق ولبنان، فانتظروا قادمنا، وانتظروا صورتي تتكرر في مدن عربية مدمرة تنضم إلى قائمة احتلالاتنا.

المصدر: الشرق الأوسط الكاتب: حمد الماجد
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ