حتى لا تنتصر روسيا!!
حتى لا تنتصر روسيا!!
● مقالات رأي ١ أكتوبر ٢٠١٥

حتى لا تنتصر روسيا!!

بحثت عن أعداء روسيا فوجدتهم كثر ..من جورجيا الى اوكرانيا الى الشيشان وأفغانستان وغيرها ..

بحثت عن اعداء ايران فوجدتهم اكثر ..من دول الخليج .. الى دول العالم الاسلامي .. ومسلمي العراق ولبنان واليمن ، والاحواز وغيرهم ..

بحثت عن اعداء امريكا فوجدتهم اكثر وأكثر ..ناهيك عن اعداء النظام السوري ..

كل هؤلاء توحدوا بهدف واحد ومنظومة متكاملة للقضاء على الثورة السورية ( السنية) ...

وكل أعدائهم تشرذموا ، وهم -إن اتحدوا- اكثر منهم عددا وعدة وقوة ...

يتقن أعداؤنا فن تقليل الخصوم .. ونتقن فن استعداء الجميع ..

يتقن أعداؤنا فن تحييد الأعداء .. ونتقن فن تجميع الاعداء ..

يتقن أعداؤنا فن تأجيل المعارك الثانوية .. ونتقن فن إشعال المعارك كلها بوقت واحد .. ولا نقدر عليها ..

يتفنن أعداؤنا في الأوقات الحرجة بسياسة التركيز على الهم المشترك والعمل عليه ، وتأجيل الخلافات إلى مراحل لاحقة لعدم التشتيت .. ونتقن نحن فن فتح كل الملفات مع بعضنا وبحث الفروع والشكليات في عز المعارك..!!

يتقن أعداؤنا في المعارك فن التكامل .. وتوحيد الصورة والخطاب .. ونتقن نحن فن المزايدات على بعضنا : انت تهادن وانا اقاتل ..! بذلنا عشرين شهيد وانت لم تدفع ولا جريح....!!!!

يتجاوز اعداؤنا الخلافات الطارئة الى مرحلة مابعد المعركة .. بينما نحن نقف لبعضنا ، ننتظر الهفوة لنخون بعضنا ونحط من قدر بعض ..

كل إعلامي في المعركة هو إعلامي للجميع .. وكل جهد في المعركة هو جهد الجميع .. بينما نحن يشحذ الاعلامي قلمه ليبرز فصيله ويحط من جهد الاخرين ، ويقدس قائده ويقلل من القادة الاخرين .. وتبذل الكوادر جهودها (إغاثة وتعليم وخدمات) ضمن نطاق الفصيل وفي حدود الولاء له ولاسمه دون غيره...!

يتقن أعداؤنا فن الضربة الواحدة القاصمة المركزة المشتركة .. ونحن نتقن فن أخذ الاستراحات في أحلك الأوقات التي إخواننا بحاجة لجبهاتنا أن تشتعل لأجلهم ..

لا يعمل أعداؤنا إلا بعد تخطيط استراتيجي .. يصبرون ويتحملون ويخسرون وينزفون وهم يخططون .. ثم تكون مرحلة التنفيذ شافية .. بيننا نحن نتقن فن العجلة والتواكل والسذاجة لنتجنب الخسائر ، فلا نعمل جيداً ، ولا نمنع الهزيمة .. ولم يحدث بتاريخ الثورة السورية أن تم عمل واحد بتخطيط استراتيجي مدروس ..

ندرك جميعاً أن الأسد سقط وتهالك .. وأن روسيا وإيران وامريكا يبذلون جهدهم لأجله كي يبقى .. ويبذلون المال والرجال والسلاح ليبقى حليفهم ..

وبالمقابل نؤمن نحن أننا سننتصر ، ولكن يشغل بالنا كيف سأسمح للآخر أن يقطف ثمرة انتصار انا بذلت فيه جهداً يوازي جهده ..؟؟؟

...

إن لم يكن دخول روسيا في المعركة أكبر درس لنا لمراجعة أنفسنا وأخطاءنا ونعترف بها ونعالجها بكل جرأة ..

فأمام روسيا نزهة في سوريا .. نزهة مسلية جداً ...!!

 

المصدر: شبكة شام الكاتب: إبراهيم كوكي
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ