حتى لا نغفل عن التهديدات الإيرانية
حتى لا نغفل عن التهديدات الإيرانية
● مقالات رأي ١ مايو ٢٠١٧

حتى لا نغفل عن التهديدات الإيرانية

الاجتماع الخليجي الثلاثي الذي عقد في الرياض يوم الخميس الماضي والذي حضره وزراء الداخلية والدفاع والخارجية في دول مجلس التعاون، هذا الإجتماع يأتي بعد أن تصاعدت التهديدات والتدخلات الإيرانية في دول المجلس مما يشكل خطورة على استقرار الأوضاع في المنطقة.

ولا شك أن مثل هذه الاجتماعات تأتي لتدارس الموقف من هذه التهديدات وبلورة موقف خليجي موحد وقوي لإيصال رسالة لإيران من أن دول مجلس التعاون لن تقبل بزعزعة الاستقرار والأمن في دول المجلس.

وكما أكد وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة أكثر من مرة من أن إيران تحتل المركز الأول في تهديد أمن دول المجلس.. ولذلك فإنه من الضرورة بمكان أن تفعل اللجنة الدائمة التي تم تشكيلها مؤخرا بالجامعة العربية تحت مسمى «التدخلات الإيرانية في الدول العربية» والتي تضم في عضويتها البحرين ومصر والإمارات والسعودية، وأنه إذا لم تبد إيران حسن النية وواصلت تدخلاتها السافرة في الشأن المحلى للبحرين ودول مجلس التعاون فإن البحرين تأمل في تطبيق الآلية المقترحة من المجلس لمواجهة التدخلات الإيرانية بالتعاون مع الدول الصديقة والمجتمع الدولي لزيادة عزلة إيران إقليميا ودوليا.

إن الرسالة القوية التي يجب أن تصل إلى إيران من دول مجلس التعاون أن مصالحها وعلاقاتها التجارية والاقتصادية والدبلوماسية والسياسية سوف تتأثر بشكل كبير إذا لم تكف عن تدخلاتها في الشؤون الخليجية.

وإذا كانت جمهورية الملالي في إيران تريد إن تجعل من منطقة الخليج منطقة فارسية تأتمر بأوامر الولي الفقيه، فإننا نقول لإيران ولأتباعها الخونة في المنطقة أن دول الخليج دول عربية منذ أقدم العصور، وأن عمقها الجغرافي وامتدادها التاريخي يصل إلى أعماق شبه الجزيرة العربية.

إن على الدول الخليجية والعربية من ورائها أن لا تكتفي بعبارات الشجب والاستنكار ضد التدخلات الإيرانية في المنطقة، وهذا يستلزم تفعيل مبادرة المغفور له بإذن الله تعالى الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود في الإتجاه نحو الإتحاد الخليجي، لأنه الرد العملي والناجع للتصدي للمحاولات الإيرانية «لتفريس» الخليج العربي.

إن على دول مجلس التعاون كذلك أن تستغل الخلافات التي ظهرت بين الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية الملالي في إيران بعد مجيء ترامب إلى سدة الحكم في أمريكا، فالولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي تستطيع لجم تطلعات إيران التوسعية في المنطقة، ولو من أجل المحافظة على العلاقات الاقتصادية والتجارية والنفطية بين الولايات المتحدة ودول الخليج العربية، وهي علاقات متجذرة ومتشعبة.

إن على دول مجلس التعاون أيضا أن تدرس بعمق التصريحات التي تصدر بين حين وآخر من المسئولين الإيرانيين حول التدخل في البحرين، ومنها تصريح عضو مجلس الشورى الإيراني الدكتور ناصر سوداني الذي اجتمع مع بعض قوى المعارضة البحرينية البائسة في الخارج والتي دعا فيها إلى الاستعداد للكفاح المسلح في البحرين لاسترداد حريتها على حد زعمه.

حفظ الله البحرين ونظامها الخليفي الشرعي وحفظ شعبها من مطامع إيران الصفوية.

المصدر: صحيفة الأيام الكاتب: أحمد زمان
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ