حرب الأنفاق... الموت القادم من تحت الأرض
حرب الأنفاق... الموت القادم من تحت الأرض
● مقالات رأي ١٥ مايو ٢٠١٥

حرب الأنفاق... الموت القادم من تحت الأرض

على الرغم من العمل الشاق المجهد والوقت الطويل الذي يستغرقه حفر نفق تحت سطح الأرض في منطقة جبلية قد يصل طوله لأكثر من 1000 متر وفق عمل هندسي دقيق للوصول للهدف المطلوب إلا أن " حرب الأنفاق " أثبتت فعاليتها في المعارك الدائرة في عموم سوريا عامة ومحافظة إدلب خاصة والتي كانت السباقة في اعتماد الأنفاق وسيلة لتدمير قلاع النظام الحصينة في المناطق التي تتمركز فيها بعد استعصائها على كتائب الثوار ولعل ألوية صقور الشام التابعة لحركة أحرار الشام الإسلامية مؤخراً أول من سن هذه السنة الحسنة في حرب قوات النظام فكان أول نفق أرضي يستهدف "حاجز الصحابة " ضمن معسكر وادي الضيف هزة قوية أذهلت النظام وأربكت صفوفه بعد تمكن الثوار من قتل العشرات من جنوده وتدمير نقطة حصينة على أطراف المعسكر دارت حولها عشرات المعارك دون تمكن الثوار من السيطرة عليها لتتحول لكومة ركام خلال دقائق قليلة بعد عمل مجهد على مدار أشهر.


وبعد نجاح التجربة انتقلت الفكرة لمحافظات حلب ودرعا وتمكن الثوار من تدمير عدة نقاط حصينة ثم تكررت العملية في محافظة إدلب واستهدفت تلة السوادي ومبنى القيادة داخل معسكر وادي الضيف ثم تدمير قصر السعودي الحصين في جبل الأربعين وأخرها تدمير ثكنة الفنار العسكرية في قمة جبل الأربعين منذ أيام قليلة بنفق أرضي قامت ألوية صقور الشام التابع لحركة أحرار الشام الإسلامية بحفره في منطقة جبلية عصية إلا على معاولهم وسواعد أبطالهم الذين عملوا طوال إحدى عشر شهراً بشكل متواصل لحفر نفق يصل مداه لأكثر من 700 متر ثم ليجهز بعدة اطنان من المتفجرات ومع بدء ساعة الصفر تطلق التكبيرة المعلنة بدء التفجير لتتطاير أشلاء قوات النظام مع دباباتهم لمسافة عشرات الأمتار في الهواء دون أن يميز من كتبت له النجاة من اي جهة جاءهم الموت ولا تلبث دقائق قليلة وتنجلي غمامة الغبار معلنة زوال أكبر الثكنات العسكرية ومقتل كل من كان فيها من عناصر وضباط تحت الركام.


وتعتبر " حرب الأنفاق " من أبرز الإبداعات لثوار سوريا في محاربة قوات النظام والتي حاكت بها أنفاق حركة حماس التي كانت تستخدمها في الدخول لمناطق العدو الإسرائيلي أو الحدود المصرية بغية القيام بعمليات أسر أو نقل أسلحة وذخائر لمدينة غزة المحاصرة فكانت التجربة السورية مصدر رعب وقلق يؤرق جنود النظام وضباطه ويحقق خسائر كبيرة في صفوفه من حيث أعداد القتلى والخسائر العسكرية على الأرض ليبقى الموت القادم من تحت الأرض طيفاً يلاحق عناصر النظام حتى تحرير أخر نقطة عسكرية في عموم الوطن السوري.

المصدر: شبكة شام الكاتب: زين العمر
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ