حرب السيلفي
حرب السيلفي
● مقالات رأي ٣١ أغسطس ٢٠١٦

حرب السيلفي

باتت الحرب الإعلامية شكل أساسي من أشكال المعركة الشاملة التي تدور رحاها على تراب سوريا من الشمال حتى الجنوب بين نظام الأسد وحلفائه من مختلف الجنسيات والانتماءات يقابلها في الطرف الثاني الثوار من مختلف التشكيلات والفصائل، لتغدو هذه الحرب في مقابلة الحرب المسلحة، تعطي الدفع الإعلامي الكبير ضد الخصم وتساهم في إحباط معنوياته وتأكيد الحقائق التي يحاول إخفائها عن مؤيديه.


ولعل حرب السيلفي عبر التقاط صور من المواقع التي يتم السيطرة عليها باتت الرائجة في الميدان، حيث تتحارب الصور كحرب الدبابات، يتنافس فيها العاملين في المجال الإعلامي، يدحضون فيها ادعاءات الخصم بالسيطرة على موقع معين، عبر اثبات وجودهم في هذا المكان عبر صورة سيلفي تنشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي.


ولعل إعلاميي نظام الأسد كانوا الأقدم في استخدام السيلفي فوق جثامين الشهداء وفي المواقع التي تحتلها قواتهم، في محاولة منهم لإعطاء دفع إعلامي لمؤيدي الأسد، والتغني بانتصاراتهم المزعومة، ليبدأ ناشطو الثورة باستخدام ذات الحرب والتي باتت وبالاً على نظام الأسد وجنوده، حيث باتت صور السيلفي لناشطين وإعلاميين معروفين بمثابة حرب حقيقية تواجه نظام الأسد، ترى صورهم تملأ مواقع التواصل من أطراف الراموسة وكلية المدفعة وحلفايا وطبية الإمام وجرابلس وعشرات المواقع التي تحرر من رجس عصابات الأسد.


صور السيلفي هذه أربكت إعلام الأسد الذي يحاول عبر وسائل إعلامه تغيير الحقائق وعدم الاعتراف بتقدم الثوار، كلية المدفعية في الراموسة مثالاً والتي طالما حاول شادي حلوة مراسل نظام الأسد أن ينفي سيطرة الثوار عليها إلا أنه اصطدم مراراً بصور السيلفي التي نشرها ناشطون من داخل أبنية الكليات ومن مواقع معروفة في المنطقة، تثبت سيطرة الثوار وتدحض كل محاولاته اليائسة لنفي هزيمتهم من فيديوهات صورها على طرقات قال أنه على مشارف الراموسة.


أيضاً معارك حماة التي ماتزال مشتعلة على عدة جبهات، لم يذكرها الإعلامي الرسمي لنظام الأسد وتحاشى التطرق لها عبر وسائل الإعلام، إلا أن صور السيلفي التي خرجت من أمام المراكز الرئيسية في مدينة حلفايا وبعدها مدينة طيبة الإمام والتي تعني انكسار كبير لنظام الأسد وجنوده وخسارته عشرات المواقع على الجبهة، ما أربك الاعلام الحربي ودفعه للاعتراف ان هناك مناوشات وهجمات تستهدف مواقعه وأنه مازال يقاوم، إلا أن الصور التي تخرج عبر وسائل التواصل لم تترك له مجالاً للتهرب وبات الاعتراف بالهزيمة أمراً واقعاً لا محال.


وتشكل الحرب الإعلامية جزء أساسي من المعركة الراهنة، لابد للثوار من حسن ادارتها واستخدامها في دحض ادعاءات نظام الأسد وتبيان كذبه وتزييفه للحقائق التي يحاول اظهارها لعوام مؤيديه، في الوقت الذي تتلقى فيه قواته الضربات الموجعة على يد الثوار وتنال الهزيمة إعلامياً وعسكرياً.

الكاتب: أحمد نور
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ