حزب الله وتقسيم المنطقة وإنشاء الدويلة
حزب الله وتقسيم المنطقة وإنشاء الدويلة
● مقالات رأي ٣ يونيو ٢٠١٥

حزب الله وتقسيم المنطقة وإنشاء الدويلة

عندما يقوم حزب الله اللبناني بإعلان حرب ضد عرسال وأهلها ويصدر تصريحاته النارية ضد تلك البلدة اللبنانية التي تعتبر من أهم الركائز السنية في منطقة البقاع.

ومن ثم يستعين بتجار المخدرات والحشيش لتعميم تجربة الحشد الشعبي في العراق و من ثم يقوم أولئك التجار بالاعتداء على الحي السني الموجود في بعلبك فما هذا كله سوا شرارة حرب طائفية يريد حزب الله زج لبنان الجريح على مر أعوام طويلة منها أو هي سياسة تهجير يتبعها في تلك المنطقة لأهالي ذاك الحي و بلدة عرسال

خياران أحلاهما مرّ بالنسبة للبنان والمنطقة، حيث إن أشعلت تلك الشرارة ستؤدي إلى معارك قد تعيد لبنان إلى ذاكرة ليست ببعيدة المدى حاول شعب لبنان نسياها ونسيان آلامها.

لكن تعود الشارع اللبناني والسوري على مر الأعوام الأربعة الماضية إلى أن حزب الله والنظام السوري عندما يقعان في مأزق وتراجع على الأرض نتيجة خسارتهم المتتالية والتي دائما تترافق بغضب شعبي من حاضنتهم الشعبية، يحاولان نقل وإشعال الفتن في المناطق المجاورة واللعب على وتر الطائفية للقيام بحشد جديد، و الحصول على تعاطف طائفي لكي يستمرا في القتل والإجرام ضد شعب سوريا وثورته، لكن ما لا يعلمه البعض إلى الأن هو انه سياسة ذاك الحزب و النظام لم تعد بيده إنما هي مؤتمرة بأمر إيران التي لا تلقي بالا إلى الشيعة العرب، والتي تعتبرهم وسيلة لتنفيذ مشروعها الفارسي في المنطقة و أنها جاهزة للتضحية بالجميع في سبيل وصولها لرفع العقوبات وانجاز ملفها النووي مع أمريكا، حينها سوف تبيع الجميع من مسانديها ومؤيديها وأدواتها المستخدمة في المنطقة بغمضة عين، حينها سوف يصحو حزب الله ومؤيدوه إلى أين ذهب بنفسه.

وقد لمسوا هذا الشيء سابقا عندما خفضت مخصصاتهم المالية إيران مما أدى إلى أزمات مالية داخل حزب الله، بالإضافة إلى انه لا زالوا يلمسوه عبر الأراضي السورية حيث إن اغلب من يسقط من قتلى هي من مؤيدي النظام السوري ومن عناصر حزب الله التي تعتبر مجرد أرقام لإيران.

لينظر حزب الله إلى عدد قتلى إيران وأسرى إيران في يد ثوار سوريا حين وقوعهم في الأسر فإنها تفاوض بالغالي والنفيس لاستعادة الجثث أو الأسرى، ولكم في الصفقة القطرية التي اخرج مقابل الأسرى الإيرانيين (11) أسير، ما يقارب 2600 معتقل من سجون نظام الأسد بينما جثث قتلى النظام مرتمية في شوارع إدلب وقرها وجثث عناصر حزب الله ترتمي في جرود القلمون وشمال سوريا دون أن تلقي إيران بالا لها.

أما الآن فالسياسة النووية واتفاقها يفرضا على إيران أن تمسك ورقة تفاوض قوية لأجل الضغط على المنطقة وأمريكا وباقي الدول التي يهددها نووي إيران، لذلك تجد أن حزب الله بتصرفاته يهدد عرسال وأحياء السنة في بعلبك يتبع سياسة تهجير وتغير ديموغرافي للمنطقة كما التي اتبعوها في القصير وبعض مناطق حمص المدينة في سبيل مسك تلك الورقة في التفاوض بإنشاء دويلة انطلاقا من بعلبك باتجاه القصير وحمص المدينة لتصل إلى طرطوس لتكون تلك المنطقة دويلتهم الطائفية التي تضم شيعة حزب الله و علويين سوريا وبعض من الأقليات الذين وقفوا مع نظام الأسد في أجرامه والسنة الذين اشتركوا بجرائم ضد شعبهم.

وهذا ما بدأ يلمس على الأرض في الآونة الأخيرة عبر تسريبات بدأت تقول أن حزب الله بدأ بشراء عقارات بأسعار خيالية في الطفيل اللبنانية وفي مدينة القصير مستغلا حاجة أهالي القصير المرشدون في مخيمات عرسال ولبنان رغم أن تلك المدينة الثائرة التي شهد لها في الثورة السورية بأنها أسطورة الثورة قد حولها حزب الله وإيران إلى معسكرات تدريب وملاذ للمطلوبين للسلطات اللبنانية.

في النهاية نحن أمام سياسة تغير ديموغرافي وتقسيم لأجزاء من لبنان وسوريا إن لم يتم تدارك الأمر فسنجد المنطقة قد تحولت إلى أمارات طائفية بأيدي إيران في المنطقة والحل المفترض في تلك المنطقة فتح المعارك باتجاه حمص المدينة لضرب تلك المخططات و فتح معارك القصير غير ذلك فكله سيكون هو عبارة عن ترسيم حدود جديدة لشرق أوسط جديد.

المصدر: نافذة لبنان الكاتب: أحمد القصير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ