حكام العرب المستبدين بين "منفي وسجين وقتيل" .... فكيف سيكون مصير الأسد ....!؟
حكام العرب المستبدين بين "منفي وسجين وقتيل" .... فكيف سيكون مصير الأسد ....!؟
● مقالات رأي ٥ ديسمبر ٢٠١٧

حكام العرب المستبدين بين "منفي وسجين وقتيل" .... فكيف سيكون مصير الأسد ....!؟

كان لبدء موجة الثورات الشعبية ضد قامات الاستبداد في العالم العربي أواخر 2010 فيما عرف بثورات "الربيع العربي"، كانت البداية في تونس ضد حكم بن علي ومن ثم انتقلت إلى مصر واليمن وسوريا، بداية لنهاية عصور الاستبداد الطويلة التي مارستها طغمة من رؤوس السلطة السياسية والعسكرية والأمنية في بلاد العرب.

منذ صدح صوت الجماهير الأول في تونس وانتقل لباقي البلدان العربية تحسست كل رؤوس الاستبداد مقاعدها وباتت تعد العدة لمواجهة أي ثورة شعبية ضدها، من خلال تمكين قبضتها العسكرية والأمنية وتسليطها على رقاب الشعب، معلنة الحرب على شعبها، حرباً أعادت في البلاد العربية لعقود طويلة للوراء وسلمت البلاد للمستعرين والطامعين في ثروات وخيرات البلاد العربية مقابل البقاء في السلطة ولو فوق ركام ما دمرته أيديهم وعلى جثث وأشلاء من قتلوا بأيديهم.

نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية في تقرير لها عن مآلات خمسة من الحكام العرب بعد 7 سنوات من اندلاع ثورات الربيع العربي، كان أخر هؤلاء الزعماء هو الرئيس اليمني "علي عبد الله صالح" الذي لم تكن الأنباء التي انتشرت حول مقتله، الإثنين 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، لحظةً اعتياديةً في بلدٍ يشهد أسوأ أزمة إنسانية بعد أن دمَّرَته الحرب الأهلية ومزَّقه صراعٌ طائفي بالوكالة بين السعودية وإيران، بحسب ما ذكرت الصحيفة الأميركية.

وقد تباينت مصائر قادة خمس دول عربية تقع في قلب الثورات السياسية التي بدأت في عام 2011، في مصر وليبيا وسوريا وتونس واليمن. ولم يشهد سوى بلدٍ واحدٍ وهو تونس بعض مظاهر الديمقراطية التعددية.

أولى الديكتاتوريات التي أطاحت بها الجماهير الشعبية هو الرئيس التونسي زين العابدين بن على "81 عاما" هو أول ديكتاتور عربي تسقط سلطته، كان يتمتع بحياة باذخة على مرأى الجميع تقابلها معاناة على مكابدة مصاعب الحياة من قبل سواد التونسيين اليائسين الذين أصبح بائع الخضر محمد البوعزيزي الذي حرق نفسه، رمزا لهم، فرَّ بن علي من تونس مع عائلته في يناير/كانون الثاني 2011 إلى السعودية، حيث سمحت الحكومة لهم بالعيش بهدوءٍ ورفضت الطلبات التونسية بتسليمه.

ثاني الديكتاتوريات هو الرئيس المصري حسني مبارك "عاما 89" أطيح به في فبراير/شباط 2011 بعد ثلاثين عاماً في الحكم، وقد كان يمثل الرئيس العربي القوي الراسخ في السلطة، ولذلك كانت الإطاحة به تشير إلى تغيير سياسي كبير، وتعرض مبارك للسجن والمحاكمة بتهم شملت التآمر لقتل متظاهرين والفساد الواسع وكانت جلسات محاكمته تتخللها صوره اللافتة للانتباه وهو داخل قفص الاتهام، ومع أن محاكمته غير عادلة ويتمتع بنفوذ قوي إلا أن مصيره قد انتهى سياسياً.

معمر القذافي أحد كبار الديكتاتوريات في العالم  الغريب الأطوار والعنيف، والذي يعتبر نفسه ملك أفريقيا ويرتدي زي البدو وحكم ليبيا لأكثر من 40 عاماً تمت الإطاحة به في أغسطس/آب 2011 بعد ثورة شعبية دعمتها مقاتلات حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وقتل القذافي على يد ثوار أخرجوه من مسقط رأسه، مدينة سرت وأنهت حكم الدكتاتورية وقوانينه التعسفية.

آخر من قتل من زعماء الديكتاتورية في العالم العربي الرئيس اليمني علي عبد الله صالح والذي يعتبر أكثر الديكتاتوريين العرب دهاء ومكرا، فقد عُزل من السلطة أوائل 2012 بعد ثلاثة عقود في قيادة اليمن، أفقر دول الشرق الأوسط، وظل شخصية سياسية نافذة حتى بعد عزله من الرئاسة، وتحالف لاحقا مع الحوثيين الذين ظلوا يحاربون تحالفا تقوده السعودية طوال ثلاث سنوات، كانت نهايته بالأمس عن عمر يناهز (75 عاما) عقب انفجار معارك بالعاصمة اليمنية صنعاء بعد أن تردد أنه بدل تحالفه مع الحوثيين الذين تدعمهم إيران.

بعد أن قتل اثنين من كبار الديكتاتوريات في العالم العربي "القذافي وعبد الله صالح" ويعيش بن علي في المنفى ومبارك في المعتقل بات مصير بشار الأسد ديكتاتور سوريا مرهوناً بنجاح الحراك الشعبي السوري في استعادة زمام المبادرة، ومدى تمسك الدول الكبيرة في بقاء الأسد والذي بنى لنفسه تحالفات كبيرة ضد الشعب السوري ورفض الاستجابة لمطالبهم في الحرية والخلاص و واجههم بالدبابات والطائرات، استقدم عشرات الميليشيات والمرتزقة لسوريا وسلمهم زمام الأمور وبات وجوده مجرد واجهة لنظام متهالك، رغم تمكنه وحلفائه من استعادة العديد من المناطق في الآونة الأخيرة إلا أن إصرار الثوار والحراك الشعبي على إسقاطه بعد سبع سنوات من الثورة وبذل الدماء والتضحيات يجعل مصيره قريباً من مصير سلفه الذين سبقوه وكانوا أشد منه في الاستبداد إلا أن نهايتهم كانت قتل أو نفي أو في المعتقلات، فلن تكون نهاية الديكتاتور الأسد بأقل من ذلك وهذا ما ستحدده الأيام القادمة لا محال طالما أن هناك شعب يأبي الضيم ويرفض بقاء الديكتاتور في الحكم ولن يقبل إلا بإسقاطه ونظامه وتقديمه لمحاكمة عادلة لينال جزائه.

المصدر: شبكة شام الكاتب: أحمد نور
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ