"حلب" عوضاً عن "الرقة" بلا سكان أو ثوار
"حلب" عوضاً عن "الرقة" بلا سكان أو ثوار
● مقالات رأي ٢٨ أبريل ٢٠١٦

"حلب" عوضاً عن "الرقة" بلا سكان أو ثوار

تحولت مدينة حلب لمنطقة مستباحة من قبل الطيران الحربي التابع للأسد وروسيا، منذ سبعة أيام والتي تعتبر التطبيق الفعلي للاتفاق المزدوج الذي يجمع أمريكا وروسيا حول إعادة احتلال مدينة حلب من قبل الأسد وحلفائه والوصول إلى الحدود التركية مقابل استبدال قتال تنظيم الدولة في الرقة بقتالهم في حلب.

مفاعيل الاتفاق ظهرت في عتاب وزير الخارجية الروسي "سيرغي لافروف"، لأمريكا منذ أيام لعدم استخدامها سلطتها في الضغط على المعارضة المعتدلة للخروج من حلب، بحجة ضرب النصرة وتنظيم الدولة، أو بالمختصر "الإرهاب" حسب مزاعم روسيا، رد بتناغم مبطن المبعوث الأمريكي إلى سوريا "مايكل راتني"، في بيان صدار عنه عبر فيه عن وجوب إخلاء الثوار لحلب بقوله "يتعين على الشعب السوري وفصائل الثورة أن يستمروا في رفضهم للإرهاب في كافة أشكاله وينأوا بأنفسهم عن الإرهابيين إلى أقصى درجة ممكنة".

إخلاء حلب ليس مجرد طرح سياسي، لمقاتلة تنظيم الدولة والنصرة، فحلب رغم أنها تحولت لمجرد أنقاض بعد معارك طاحنة من كل الجهات إلا أنها تمثل مركزاً استراتيجياً لروسيا أولا، فحلب ثاني أهم مدينة بعد دمشق، وروسيا بحاجة لعاصمة عسكرية في الجزء الشمالي من سوريا وقريبة من الحدود التركية التي تعتبرها هدفاً أساسياً في حربها ضدها، إضافة إلى حربها ضد الفصائل المعتدلة.

السيطرة على حلب ستقوي موقف الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" اقتصادياً داخل بلاده، بعد تعرضه لنقد عنيف من قبل شعبه ومعارضيه بسبب الأزمة الاقتصادية التي حلت بموسكو، بعد مشاركتها في الحرب على سوريا.

أما إيران فهي تسعى للسيطرة على حلب كطريق للوصول إلى بلدتي الفوعة وكفريا في ريف إدلب الشيعيتين، وفي مسعى لبسط سيطرتها على نبل والزهراء في ريف حلب الذي عجزت منذ 3 سنوات على إرجاعها تحت سيطرتها، وبقدرتها على الاستيلاء على هاتين المدينتين تكون قد حققت نجاح في عزل حلب عن ريفها الشمالي القريب من الحدود التركية التي تستمد منها الفصائل الثورية سلاحها إلى معظم المناطق المحررة.

و لا يخفى علينا أن النظام يسعى لهدم البنى التحتية  للفصائل المعتدلة قبل تنظيم الدولة، و هذا ما يعني أن سعيه للسيطرة على حلب ليس لمحاربة التنظيم فحسب , لأن حربه ضد التنظيم مركزه الرئيسي يكون في الشرق السوري بالرقة،  و لكن بمعاركه في حلب يستطيع أن يحقق هدفين , أولهما النصر الوهمي على التنظيم أمام المجتمع الدولي, و بالتالي تعزيز صورته و عرض قدراته أمام العالم انه القادر الوحيد حتى الآن على رعاية مصالح العالم في سوريا ضد الإرهاب , و ثانيهما التخلص من الفصائل المعتدلة في الشمال و صهرها بحجة محاربة تنظيم الدولة و النصرة في إدلب و حلب أي في الشمال السوري الحدودي لتركيا.

الكاتب: رنا هشام
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ