خارطة طريق تركية بعد "غصن الزيتون"
خارطة طريق تركية بعد "غصن الزيتون"
● مقالات رأي ٢٨ مارس ٢٠١٨

خارطة طريق تركية بعد "غصن الزيتون"

السؤال الأكثر تداولًا في الكثير من العواصم هو ما الهدف التالي لأنقرة. أثبتت عملية غصن الزيتون عزم تركيا وقدرتها، وقدمت مؤشرات قوية على أن العمليات العسكرية التركية ستتواصل في سوريا والعراق.

اتضح أن منبج وشرق الفرات وشمال العراق.. وكل مكان فيه حزب العمال الكردستاني أصبح هدفًا لتركيا. لكن ما يثير فضول الجميع هو توقيت وحجم العملية.

ديناميات المناطق الثلاث المذكورة مختلفة. ففي عفرين شهدنا مفاوضات مكثفة مع موسكو لأن المدينة تقع تحت النفوذ الروسي.

وتقع منبج وشرق الفرات تحت النفوذ الأمريكي، علاوة على وجود للنظام السوري.

أما شمال العراق، فالمعني به الحكومة المركزية في بغداد وحكومة الإقليم الكردي، وحتى إيران.

بطبيعة الحال ستحدد تركيا توقيت وحجم العمليات وبناء عليه تقدم على الخطوات اللازمة، لكن للمفاوضات مع اللاعبين المذكورين دور في تحديد توقيت العمليات واتساع رقعتها.

رغم التصريحات الأمريكية بعدم وجود اتفاق مع تركيا وأنها لا تفكر بالانسحاب من منبج، إلا أن من الواضح استمرار الحوار بين الجانبين.

كان هناك مباحثات تأجلت مع إقالة تيلرسون ومكماستر. وعقب عملية عفرين نلاحظ وجود موقف أمريكي جديد من تركيا.

ولهذا فإن بومبيو ويولتون سيتحفظان على هذا الموقف في حال التوافق على قواسم مشتركة. فبومبيو قد يحقق توازنًا بخصوص "هاجس حزب العمال الكردستاني" المسيطر على قيادة القوات المركزية الأمريكية، التي تملك نفوذًا لدى ترامب في الملف السوري.

أما بولتون فمربط الفرس بالنسبة له هو إيران. أظهرت عملية عفرين قدرات تركيا من جهة، وأن حزب العمال الكردستاني لا يمكنه تحقيق توازن مع إيران من جهة أخرى.

إذا تصرفت الولايات المتحدة بموجب هذه الحقائق، يمكن عندها حل مسألة منبج بالتفاهم.

في شرق الفرات، يمكننا الحديث عن مسار في اتجاهين. يمكن لتركيا القيام بعمليات متزامنة على معاقل الإرهاب قرب الحدود من جهة، والمناطق التي مارس فيها حزب العمال التطهير العرقي من جهة أخرى.

في الاتجاه الآخر، يمكن بذل جهود مع الولايات المتحدة من أجل صياغة جديدة للمنطقة. وفي هذا السياق يمكن إدخال الجيش الحر الذي أثبت نفسه في عفرين إضافة إلى عشائر المنطقة، التي يقيم معظمها في تركيا، في العملية.

وإذا تم التوصل لاتفاق بخصوص منبج، يمكن أن يشكل نموذجًا لشرق الفرات، لكن لا بد من التذكير بوجود النظام في المنطقة، التي تملك الجزء الأكبر من الأراضي الزراعية وموارد الطاقة في سوريا.

لن يكون من السهل أن يتخلى النظام عن هذه المناطق، ولن يكون بإمكان الولايات المتحدة فرض الاستقرار فيها مع حزب العمال الكردستاني، دون أن تضاعف عدد قواتها.

 نأتي إلى شمال العراق. سيتأثر سير العملية هناك بالانتخابات في العراق، والعلاقات مع الإقليم الكردي، وسياسات إيران المثيرة للريبة. يمكن وضع العلاقات مع الإقليم على أرضية جديدة، بيد أن إيران ستواصل دورها في إثارة العقبات في العلاقات مع حكومة بغداد.

عقب عملية عفرين، وفي ظل المعادلة الجديدة التي تنص على القضاء على الإرهاب في منبعه، لن تتورع تركيا عن تنفيذ عمليات بمفردها في المنطقة (سنجار وقنديل). ولن يكون مدهشًا تنفيذ عمليات متزامنة في سوريا والعراق.

المصدر: صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس الكاتب: أفق أولطاش
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ