"خرافة" تتحول إلى واقع .. محتلو دمشق ينهارون و يترنحون أمام حملة فاقت التوقع
"خرافة" تتحول إلى واقع .. محتلو دمشق ينهارون و يترنحون أمام حملة فاقت التوقع
● مقالات رأي ١٩ مارس ٢٠١٧

"خرافة" تتحول إلى واقع .. محتلو دمشق ينهارون و يترنحون أمام حملة فاقت التوقع


لبست اليوم الحقيقة دور الاشاعة ، و تجاوز في حدودها الادراك للواقع ، فتحولت دمشق من قلعة الأسد و مليشياته و حلفاءه ، إلى مدينة متهاوية بعد أن تمكن ثوار الغوطة في ساعات قليلة من قلب الصورة تماماً ، و كسر الطوق المحيط بالغوطة الشرقية و اعادت شريانها إلى دمشق .


مرت شهور طويلة عن أحاديث كانت أشبه بـ”خرافة” عن وجود عمل عسكري ضخم قادم باتجاه دمشق ، سيما أن المعطيات و تتالي تساقط المناطق حرباً أو تهديداً ، جعل من قضية اطلاق معركة أشبه بأمر يأتي ضمن المستحيلات .

مع آذان فجر الأمس ، الأحد ١٩/٣ ، وهو اليوم الأول للثورة السورية في عامها السابع ، هز انفجار عنيف جداً أرجاء دمشق قاطبة ، تلاه آخر ، وماهي إلا فترة قصيرة  اشتعلت بعدها السماء و يختلط نور الصباح مع نيران الاشتباكات .

في البداية حاول النظام بكل ما لديه من بروبغندا اعلامية ، من تخفيف من يحدث معتبراً أن الأمر ، أشبه بمسلسل طويل تشهده جهبة جوبر منذ أربع سنوات ، وماهي إلا ساعات و تعود الأمور لمجرايها ، لكن الأمر كان قد خرج عن سيطرته .

و تلا الانفجاريين الذين وقعا فجراً ، فجر جديد للمحاصرين في الغوطة و أقرانهم في أحياء دمشق الشرقية ، القابون و برزة و حي تشرين ، الذين عانوا من شهر و نيف من القصف و التهديم و القتل و التشريد ، ليصل المحاصرون بالغوطة مع نظرائهم في الأحياء الشرقية ، عبر سلسلة من الانهيارات المفاجئة في صفوف قوات الأسد الممثلة بالحرس الجمهوري ، الذي يعتبر اعتى قوات الأسد ، و أشدها تسليحاً ووفاءً له ، من بقايا قواته المتناثرة في بقاع سوريا و المنضوية ضمن مليشيات زبعد ما تكون عن عن مصطلح “جيش”.


بناء الكهرباء فمعل كراش و انكشاف كراجات العباسين و من ثم الانتقال إلى الشط المقابل إلى ما يعرف بمعمل “السيرونيكس” و ما بينهما من المنطقة الصناعية في القابون ، تحولت في مجملها ، من حصون للأسد و حلفاءه طوال السنواات الماضية إلى متاريس للثوار و جسر وصل بينهم.

معركة دمشق اليوم ، التي انطلقت بمشاركة الجميع ( فعلاً و كدور قادم ) و الغالبية العظمى من أبناء الغوطة الشرقية ، كشفت ضعف ووهن قوات الأسد و مختلف المليشيات ، حيث تحولت دمشق خلال ساعات إلى مدينة كهلة منكفأت على ذاتها و ذلك في المناطق الملاصقة للاشتباكات و انتقل إلى الأبعد فالأبعد ، فيما حافظت بعض المناطق المعروفة بشدة ولائها و دعمها و يشكل سكانها غالبية زعمائم الدعم و القيادة للنظام ، على بعض من الحياة فيها ، وسط رعب و خوف من مجهول قد يغير المعادلة بين فينة و أخرى ، و يحول الدفة و يرجح الكفة ، لمن ظن الأسد و روسيا و ايران أنهم في حكم المنتهين ، فيما هم سيكون المنهين للأسد و المحتلين.

المصدر: شبكة شام الاخبارية الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ