درعا .. هل تستفيق قبل فوات الوقت ..!؟
درعا .. هل تستفيق قبل فوات الوقت ..!؟
● مقالات رأي ٢٩ ديسمبر ٢٠١٥

درعا .. هل تستفيق قبل فوات الوقت ..!؟

قد يبدو الكلام في موضوع الثوار في درعا شيء في غاية التعقيد ، نتيجة الاختلاط الحاصل هناك ، و التشتت و التنوع ، و الأهم بسبب التدخل العميق لمن هو خارج الحدود و يأخذ مناصب مدوية من حيث الاسم ، وكبيرة من حيث الهيكلية ، ومعدومة الفاعلية أو ضيئلة الأثر على الأرض.

اليوم مع اقتحام مدينة شيخ مسكين ، و خسارة اللواء ٨٢ أو دخوله في معارك كر و فر لا يعرف مداها و أو حجم الخسائر التي ستخلفها ، بشرية كانت أم مادية ، هذا الدخول فتح الجرح من جديد .

درعا التي دخلت في سبات من النوع الثقيل والثقيل جداً ، و ألقت التهمة على داعش في كثير من الأحيان ، وبنفس القدر ألقى من يتقن قراءة الأرض على "الموك" سبب في كل هذا .

بالأمس سمعنا من البيانات ما يكفي للزحف إلى قلب دمشق ، و شاهدنا من الأرتال ما يكفي لضرب القصر الجمهوري ، و لكن على الأرض كان الحضور هشاً ، بشكل خسر الثوار معسكراً تم أخذه في قمة النشوة في درعا ، و الآن خسرته في أعمق مراحل الغفوة .

لاشك أن ابتعاد القادة عن فصائلها له أثره ، و انزوائها في الأردن خوفاً من فيروس الاغتيالات الذي بات وباء في درعا ، يخافه القادة دون أن يسعوا لمعالجته ، ولانعرف هل هو حب للحياة أم بسبب معرفة مصدره و تبعياته ، فلذا فضلوا الركون بانتظار انتهاء دورته .

درعا ، مصدر شرارة الثورة ، نقطة القوة للثورة على مدى السنوات الخمس الماضية ، وكانت بيضة القبان عندما يميل لصالح النظام و أعوانه ، باتت اليوم نقطة الضعف و الخاصرة الرخوة ، الغير قادرة حتى على حماية نفسها ، فكيف بأن تساعد غيرها من المناطق التي تواجه العالم بأسره ، وخصوصاً في حلب و ريفها و ريف اللاذقية ،الذين يتحملون ضغط النظام و روسيا و ايران و جميع المليشيات و كذلك داعش و أطماع الأكراد وحدهم ، دون أن يجدوا و لو معركة إشغاليه في الجنوب القريب من مصادر قوة النظام .

لامبرر يمكن الخوض به للتخفيف أو ايجاد المنفذ لقيادات درعا ، وكذلك لامبرر للانفلات الأمني الغريب الذي أودى بأهم وأفضل وجه درعا ، وسط حالة من الترهل و التركيز على البيانات و البيانات المضادة ، وكأن الثورة توقفت و باتت عبارة عن حالة نعيشها ويجب أن نتعايش معها .

 و طبعا الكلام يقتصر على قيادات الصف الأول ، أما جهة المقاتلين و الثوار فنحن ننحني أمامهم ، فهذه درعا التي ولدت آلاف الثوار ، وواجهت النظام بصدور عارية و تسلحت ببنادق مهترئة و استطاعت كسر غالبية ألوية و كتائب النظام في رقعة جغرافية تعرف بأنها مركز قوات الأسد ، هي من أحيتنا في معارك مثلث الموت ، و أماتت كل من اقترب منها بانتفاضة غيرت مخططات كانت تشكل الغاية من دخول ايران و حزب الله لسوريا .

ولانعرف ما الذي يجعل درعا تستيقظ

المصدر: شبكة شام الاخبارية الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ