دمشقنا بين “عُهْرين”
دمشقنا بين “عُهْرين”
● مقالات رأي ١٠ أكتوبر ٢٠١٦

دمشقنا بين “عُهْرين”

يكفي الصور و الفيديوهات التي تأتي تباعاً ، و بشكل متصاعد،  إلى أن عصر عاصمة الأمويين قد ولّى إلى غير رجعة قريبة ، و باتت محصورة بين فكيين من “العهر” (الشيعي - الشاذ) ، بشكل لم تعهده العاصمة الأقدم عبر التاريخ ، و كمركز ثقل المسلمين لمئات السنين.

بين مشاهد حفل الألوان و اللطميات بمناسبة عاشوراء ، يضيع بريق “دمشقنا” بكل ما تحمله الكلمة من معان و من دلائل ، الأمر المتزامن مع إفراغ أي جيب هنا أو هناك يمكن أن يعكر صفو سير منهج التمييع و إلغاء صورة “دمشقنا” التي ربّت العلماء و المهنيين ، و كانت قبلة الجميع ، و احتضنت كل ما يمكن أن يتخيله عقل من ملل و شعوب و ديانات ، دون أن تفقد أيٍ من ألقِها الآخاذ.

بعيداً عن انشائيات الكلام، المعبق بريح ياسمينها المميز ، تسير الأمور في “دمشقنا” على نحو مريع ، وفق مخطط أقل ما يوصف بإنه “شيطاني” ، إذ يجمع بين الاحتلال بالقوة النارية و القوة الناعمة ، بحيث يتم التغيير ليس لفترة منظورة ، قد تمتد لعقود و أجيال، وأخشى أن نقول أن ليس باليد حيلة للوقوف في وجه هذا المد المرعب.

تضع اليوم “ملالي ايران” سكان  “دمشقنا” بين خيارين لاثالث لهما ، إما التفلت و نشر الشذوذ بحيث تنتهك المبادئ بشكل كامل و يتحول الزاحفين في هذا الخيار إلى سراديب لايعرف أين ستصل ، أو التشييع على المذهب الشيعي الاثني عشري ، الذي يمنح آياته العظمى قدرات “إلهية” ، من خلال السيطرة على العقول و الأفكار و يتحولوا لرعاع بصدق الكلمة الفعلي و ليس كمجاز.

ومهما حاول موالو الأسد و إيران إخفاء ما يحدث بإلباسه لبوس غريبة، لايمكن أن يغير من واقعية مايحدث ، فإخلاء داريا لأجل المقام المزعوم “سكينة” ، وضرب طوق رهيب حول “السيدة زينب” و التوسع به بدوائر متتابعة ، و حلقات قد تصل للقصر الجمهوري، و الزج بآلاف المقاتلين بحجة الحماية ، يرافقهم آلاف مخترقي العقول لتحقيق الغزوين الفعلي و الروحي، كل ذلك لتدمير بنية المجتمع السوري.

تركز عدسات الوكالات الإيرانية الفاعلة في دمشق أكثر من وسائل اعلام الأسد ، على الفئات العمرية الصغيرة في تغطيتها لفعاليات ما يقال عنها “بالحسينيات” لترسيخ فكرة هامة ألا وهو أن دمشق هي شيعية و ليست سنية ، ولاحتى مسيحية ،إذ أن فحوى خبر أوردته “فارس” يتحدث عن حي باب توما بأن فيه من الشيعة الكثر ، وقدموا أكثر من ١٥٠ قتيل، أي كل ما هو موجود في “دمشقنا” هو عبارة عن وهم ، و همُ الحق و الحقيقة.

في تسارع الخطط و سرعة ظهور النتائج ، يبقى حال الثوار على ماهو عليه ، راكداً خانعاً و منشغلاً بمن "يخالفني"في التوجه و الرؤية ، والتفسير الشرعي حول هل نحن مجاهدين أم مقاتلين ، هل قضيتنا هي صراع بين الحق و الباطل الظاهر ، و بين صراعات الحق النسبي فينا بيننا ، و في ظل هذه “المعمة” تضيع دمشق بين “عهرين”.

المصدر: شبكة شام الاخبارية الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ