دوما عروس سوريا المدمية
دوما عروس سوريا المدمية
● مقالات رأي ٢ نوفمبر ٢٠١٥

دوما عروس سوريا المدمية

مجازر مستمرة في مدينة دوما عروس الغوطة الشرقية وأم الشهداء إذ لا تفارقها مناظر القتل والأشلاء المتناثرة في الشوارع وعلى أرصفة الطرقات ،ففي كل صباح يحمل القدر لها في صفحاته المزيد من الشهداء على درب الحرية والتحرير لنيل ما خرج أهلها لأجله وما ضحى به أبنائها من أرواح ودماء لنيله.


فاليوم كسابقه لا جديد إلا أسماء من المدنيين ترتقي الى ربها بفعل القصف الجوي والصاروخي بفعل ألة قتل وقاتل لم يتغير على مدار الخمس سنوات الماضية فهو معلوم لكل صغير وكبير يقتل أبنائهم ويرمل نسائهم ويهدم منازلهم ويؤرق حياتهم بطائراته الحربية وصواريخه الثقيلة يرسلها إليهم بشكل يومي تزرع الرعب والخوف قبل ان تلقى قنابلها وسط الأسواق وفوق رؤوس الأمنين فتقتل وتهدم وتدمر مرتكبة المجزرة تلو المجزرة وسط صمت دولي وعربي مطبق لم يصل للتنديد حتى أو القلق ،فدمائنا رخيصة وأشلاء أطفالنا ومناظر قتلنا غدت أمراً اعتيادياً ربما يقلقون إن لم يشاهدوها بشكل يومي عبر شاشات التلفزة ومواقع التواصل.


غدت دوما بشكل يومي على موعد مع القتل والأشلاء ورائحة الدماء الممزوجة بغبار القصف مع الأشلاء المتناثرة هنا وهناك بين ركام الأبنية وعربات الخضار وسط الأسواق التجارية والمباني السكنية في الوقت الذي تعجز فيه قوات الأسد عن التقدم على جبهات القتال مع الثوار فيكون ردها في قتل المدنيين العزل والثأر منهم لما يتكبدونه من قتلى وخسائر على تلال الغوطة الشامخة.


وفي ظل الحصار المطبق والقصف اليومي تعيش ألاف العائلات في وضع إنساني عصيب تواجه بصبرها وثباتها الجوع والقتل وسط الغلاء الجنوني للأسعار وتحكم تجار الأنفاق بالمواد التموينية والغذائية دونما اي رادع لها وكل طرق يكيل الإتهامات لغيره ويسوق المبررات لنفسه ومصائب الشعب وأوجعه باتت أخر همه.


ومن الناحية الطبية لا يخفى على أحد حجم الضغط الذي تعانيه الكوادر الطبية وفرق الدفاع المدني في مواجهة هذا العدد الهائل من الإصابات والشهداء بشكل يومي هذا بالإضافة لتعرض مراكزها وكوادرها للقصف والاستهداف المباشر وسط نقص كبير في الأدوية والمستحضرات الطبية والأليات اللازمة لرفع الأنقاض وإنقاذ المصابين.


وفي بادرة جديدة ولهدف التخفيف من القصف عملت بعض الفصائل في الغوطة الشرقية على نشر أقفاص حديدية وضعوا بداخلها عائلات الشبيحة والضباط والأسر العلوية المؤيدة للنظام والمعتقلة في سجونهم ووزعوها على مناطق واسعة في بلدات الغوطة الشرقية والأسواق التجارية موجهين رسالة لرأس النظام وطائفته بأن طائرات وصواريخ راجماتك لن تقتلنا وحدنا بل سيكوي نارها على أعوانك وشبيحتك الأسرى لدينا عله يعطي أهمية لأرواح مؤيديه ويوقف القصف ولكن على ما يبدو أن النظام المتهالك لم يعد يأبه لمؤيد، وبات القرار بأيدي الدول الحاضنة له روسيا وإيران وبات الحل على حساب دماء الشعب السوري عامة دونما التمييز بين مؤيد ومعارض وهذا ما تأكد بمعاودة استهداف مدينة دوما اليوم بعدة صواريخ ثقيلة أسفرت حتى اللحظة عن استشهاد ستة مدنيين وجرح العشرات وسط تحليق مكثف للطيران الروسي في أجواء المنطقة.


دوما اليوم تسطر بدماء أبنائها أروع الملاحم وتؤكد بثباتها استمرار المشوار لتحقيق الهدف المنشود وأن القتل والقصف لن يثني عزيمتها فدوما ودماء أبنائها ستغدوا ناراً وإعصار تحرق أعداء الثورة وأرباب الحروب ولن تهنئ دوما وتهدأ ثورتها إلا بإسقاط السفاح وكل أعوانه فدماء الأحرار لن تضيع سدى وأمهات دوما ولادات للأحرار مصممات على الثبات وحث الثوار على الثبات حتى نهاية المشوار.


لدوما العزة والفخار ولأرواح شهداءها الرحمة والجنان ....... فدرب الحرية طويل ودوما على العهد باقية.

المصدر: شبكة شام الكاتب: زين العمر
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ