"رمضان"...المأتم السوري
"رمضان"...المأتم السوري
● مقالات رأي ٢٧ مايو ٢٠١٧

"رمضان"...المأتم السوري

يتميز شهر رمضان المبارك عن غيره من أشهر العام، برمزيته الدينية التي يحتفل فيها المسلمون بالصيام والقيام وصلة الرحم واجتماع العائلة يومياً على مائدة إفطار واحدة، تجتمع فيها القلوب والاجساد، وتمحي معها كل ضغينة أو حقد، وتتصالح فيها القلوب والأنفس مع ربها ومع كل من شاب بينهما خلاف أو أي شقاق.

ولشهر رمضان المبارك طقوس عديدة في مختلف البلدان الإسلامية، ولسوريا طقوسها التي تعود فيه أهلها إحياء هذا الشهر المبارك، تتمثل بالمأكولات الشهية، واجتماع أفراد العائلة، والصلوات والواجبات الدينية التي يؤدونها، يمر بأيامه الثلاثين، ليقبل العيد عيد الفطر المبارك، حيث تجتمع العائلات من كل بلدة وقرية في المساجد، وتخرج دفعات متتالية لتزور المقابر وكل من فقدوه من أهلم، في جو من التسامح والصفاء.

ومع بدء الحراك الثوري ضد الظلم والاستبداد المتمثل بنظام الأسد في سوريا، اختلف الحال على الشعب السوري في رمضان، وتبدلت الفرحة والبهجة، وتعكر الصفاء والتآلف، فتحول الشهر المبارك لمأتم سوري، في كل قلب غصة، وفي كل عائلة يتم وفقد على محب، وفي كل حي وشارع مقبرة للشهداء، وفي كل بلدة مجازر وضحايا تذكرهم بمن فقدوا على يد قوات الإجرام في سوريا ممثلة بـ الأسد وحلفائه.

يمر شهر رمضان طيلة سنوات الثورة الستة على الشعب السوري، ومازال شلال الدم ينزف من جراحه، يتذكر فيها الصائمون من فقدوا خلال العام، ومن كان بينهم وغادر لربه شهيداً، أو من فقدوه وبات معتقلاً في غياهب السجون المظلمة، او من هجر من أرضه وبلده وباتت تفصلهم مئات الكيلوا مترات عن أهله وذويه، يتذكرون حالهم في المخيمات البائسة، وكيف كانت ديارهم عامرة بالأهل والأحباب الذين تفرقوا وضاعت بيهم كل الأفراح.

شهر رمضان الذي حوله الأسد لمأتم سوري، بعد أن فرق شتات الشعب السوري، وفرق العائلة والأهل، فلا تكاد تخلو عائلة اليوم من فقد أو حزن على فقيد أو غائب، يمر عليها شهر رمضان بأوجاع وأوجاع، يغلب الحزن على حالة الفرح، ويغلب الفقد والألم في قلوب المعذبين داخل سوريا وخارجها، تتشارك الغصة، واللوعة، وكل صنوف العذاب النفسي، تتطلع ليوم تعود فيه القلوب لتتآلف ويفتتح الشعب السوري صفحة من الحياة، بزوال من عكر صفو أيامهم، وأفسد عليهم تأدية واجباتهم الدينية وطقوسها المعتبرة.

وعلى الرغم من دخل بعض المناطق في سوريا ضمن اتفاق "خفض التصعيد" وتوقف القصف والدم، إلا ان هناك أبناء من هذا الشعب السوري في الرقة ودير الزور وريفي حماة وحمص يقتلون بشكل يومي وبدم بارد، لن يهنئ شعب واحد بأية حال مالم يعم الأمن ويتوقف القتل عن كامل المناطق السورية، ويتحرر الشعب السوري من الاستبداد المتمثل بـ الأسد وكل من أوقع ظلماً بهذا الشعب.

المصدر: شبكة شام الكاتب: أحمد نور
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ