ريف حلب الشمالي وسيناريوهات الحرب الباردة قبل المعركة الكبرى
ريف حلب الشمالي وسيناريوهات الحرب الباردة قبل المعركة الكبرى
● مقالات رأي ٣١ ديسمبر ٢٠١٥

ريف حلب الشمالي وسيناريوهات الحرب الباردة قبل المعركة الكبرى

من خلال الغوص في التطورات الحاصلة في عموم سوريا والمناطق الشمالية على وجه الخصوص من عفرين غرباً حتى تل أبيض شرقاً بات واضحاً السيناريو القادم للمنطقة الشمالية وحجم الكارثة التي ستحل بالمنطقة في حال بدأت المعركة الكبرى التي يحضر لها في أروقة القاعات السرية بدعم غربي سياسياً وعسكرياً بعد أن وقع الجانب التركي الرفض لكل مشاريع الدويلة الكردية في فخ إسقاط الطائرة الروسية والضغوطات الدولية التي تبعتها في مختلف النواحي.


هذا السيناريو يتمثل بإقامة الدويلة الكردية التي طالما نادى بها المكون الكردي في الجزيرة وعفرين ومنطقة عين العرب والتي ظهرت جلياً الأن أولى تشكيلها بعد وصل الحسكة بعين العرب وتراجع التنظيم في تل أبيض دون قتال، ثم تهجير الألاف من العائلات العربية في المنطقة والقيود المفروضة عليهم حتى في دخول تل أبيض مدينتهم العربية .أيضا الدعم الجوي الذي تقدمه طائرات التحالف للأكراد وحدهم دون سواهم في محاربة تنظيم الدولة في منطقة جنوب كوباني ووصولهم لسد تشرين والسيطرة عليه لتوسيع دائرة السيطرة حول عين العرب وحصار منبج وتراجع التنظيم المفاجئ وغياب مفخخاته وانتحارييه عن الساحة الميدانية بل تعدى ذلك لتهديد عشرات القرى العربية بالغرق وأن منسوب المياه في سد تشرين يرتفع لإجبارها على ترك مناطقها والهرب الى خارج الحدود.


واليوم بات ريف حلب الشمالي هو العائق الأكبر أمام تشكيل هذه الدويلة الكردية ليتم لهم السيطرة على كامل المناطق الحدودية مع تركيا من عفرين غرباً حتى الحسكة شرقاً وتعلن الدولة وترفع الرايات بمباركة غربية ودعم منقطع النظير وسعي من وحدة التنسيق لضم المكون الكردي لصفوفها بعد الزيارة التي قام بها مؤخراً ممثل هيئة التنسيق حسن عبد العظيم الى منطقة الجزيرة.


أما عن المعركة الحاسمة والتي يحضر لها فستكون في ريف حلب الشمالي حيث تعمل الوحدات الكردية ومعها وحدات حماية المرأة وجيش الثوار على خوض مناوشات على جبهات عفرين والمالكية في حين تنظيم الدولة يستميت بعناصره ومفخخاته للتقدم من جهة الشرق تاركاً خلفه قوات سوريا الديمقراطية تتوسع في ريف عين العرب وتل أبيض والغاية من هذه المناوشات من كلا الجانبين هو أنهاك الفصائل المرابطة في المنطقة على طول خط الجبهات بحرب باردة تشتت طاقتها ، بالتزامن مع الدعم الروسي وطائراته التي باتت تقصف بشكل يومي بلدات الريف الشمالي وسط غياب طيران التحالف الغربي والذي كان لا يفارق أجواء المنطقة قبل دخول الطرف الروسي.


هذه المناوشات بين شرق وغرب تتزامن مع تحركات عسكرية كبيرة في عفرين وتحضيرات لخوض المعركة الفاصلة والسيطرة على ريف حلب الشمالي ووصل عين العرب بعفرين حيث تتوارد الأنباء بشكل يومي عن هبوط مروحيات في المنطقة وإفراغها كميات كبيرة من الأسلحة ربما تكون تابعة للتحالف الغربي أو نظام الأسد ، هذا بالإضافة لكميات الأسلحة الكبيرة التي دخلت لحي الشيخ مقصود من طرف نظام الأسد لدعم المقاتلين الأكراد في الحي والذي يسيطر على طريق الكاستيلوا المنفذ الوحيد لمدينة حلب.


كل هذه التطورات هي تحليلات واقعية باتت ظاهرة للعلن ولم تعد خافية على أحد والحل في مواجهتها يقتضي من فصائل حلب عامة دون تمييز بين راياتها أن تترك كل خلافاتها جانباً وتعلن إندماجها بكيان وقيادة واحدة قبل أن تبدأ المعركة الكبرى وتخسر بلدات الريف الشمالي لا قدر الله وبالتالي تحاصر حلب المدينة ويفك الحصار عن نبل والزهراء وتغدو الثورة في حلب شيئاً من الماضي بعد كل التضحيات التي قدمتها. فاليوم اليوم بات لزاماً على كل قيادات فصائل الثورة في حلب الوقوف وقفة رجل واحد قبل الكارثة فالحرب لن تبقي أي راية مرفوعة وسيذكر التاريخ كل متخاذل.

المصدر: شبكة شام الكاتب: زين العمر
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ