متي تنتهي الحرب في سوريا؟
متي تنتهي الحرب في سوريا؟
● مقالات رأي ٢٢ يوليو ٢٠١٨

متي تنتهي الحرب في سوريا؟

سؤال يؤرق العالم منذ سبع سنوات، فسوريا أصبحت من الموضوعات الأهم في العالم الآن التي توضع على جداول اجتماعات الدول الكبرى والمنظمات الدولية.


من أين بدأ كل شيء؟
استطاع حافظ الأسد الانقلاب على صديقه صلاح جديد بمساعدة ودعم مؤيدين له داخل الجيش، فقد كان وقتها وزيراً للدفاع وقت اتهمه صلاح جديد في العام 1967 بأنه سبب النكسة وسبب احتلال جيش الكيان الصهيوني إسرائيل للقنيطرة. بعد الانقلاب بعام، عين حافظ أول رئيس لسوريا من الطائفة العلوية، وأخذ بمساعدة أخيه رفعت، يقضى على كل المعارضين له وأشهر تلك الحوادث مجزرة سجن تدمر، فبعد محاولة لاغتيال حافظ الأسد صعد على أحد الطائرات وتوجه إلى سجن تدمر وأمر بقتل كل المساجين فيه مهما كانت تهمتهم بدم بارد بلا رحمة أو شفقة انتقاماً من الجماعات الإسلامية والإخوان المسلمين المعارضين له وقتها.


ضيعة آل الأسد:
بعد موت حافظ الأسد في العام 2000 أثر أزمة قلبية بعد مرض طال عشر سنوات، تم تغيير القانون ليناسب سن بشار الأسد طبيب العيون والذي لم يكن هو ولي العهد الذي يعد لخلافة أبيه، بل أخيه باسل الأسد الابن الأكبر. والذي توفي أثر حادثة سيارة قرب مطار دمشق في العام 1994 واعتبرته الدولة حينها شهيد الوطن وأعلنت سوريا الحداد ثلاث أيام، وتوقف بيع الخمور في الفنادق الفاخرة احتراماً له.


بداية النهاية:
بعد حوالي 41 عاماً من حكم آل الأسد لسوريا، هبت نسائم الربيع العربي علي ياسمين الشام الذي تفتح معها، فخرج الشعب السوري، تصرخ حناجره بالتخلص من ظلم وفساد وسلب لحرياته طوال كل تلك الأعوام كما الشعوب العربية. ولكن الأوضاع انفجرت في سوريا لتتحول الثورة السلمية إلى ثورة مسلحة لحمايتها من طاغية متحكم في الجيش وكل مؤسسات الدولة. الكل يتراقص في الاتجاه الذي يشير إليه، والذي فجر الأمور وحولها لما يشبه إلي حرب أهلية هو وقوف طائفته العلوية ودعمها المستميت له ليس فقط داخل سوريا وحتى من الجارة لبنان والبعيدة إيران.


لا بترول ولا أسلحة نووية؟ فلما كل هذا التكالب عليها؟
 صحيح أن سوريا لا تمتلك البترول أو موارد طبيعية كدول الخليج، ولا حتى أسلحة نووية كإيران ولكنها استطاعت جذب دول العالم بل وتطور الأمر إلى التدخل العسكري لبعض الدول فيها وحلف الأطلسي. فسوريا تقع أهميتها لروسيا التي تدعم الأسد - على سبيل المثال- في أنها الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط الذي بقي لها بها نفوذ تضغط به على أمريكا وتناطحها بها، خاصةً موقع سوريا من العراق ولبنان وفلسطين المحتلة والكيان الصهيوني وإسرائيل والأردن. وكلها دول تشكل مصالح كبري لابنة أمريكا المدللة ولأمريكا نفسها، وستفعل روسيا كل شيء لبقاء الاسد وبقائها بالمنطقة. وقد بنت لها قاعدة عسكرية وأشركت جنود ومرتزقة لمساعدة بشار في قتال الشعب السوري. أما إيران فهي الأخرى لن تترك ضلع يساعدها هي وحزب الله في تقوية وضعهم في المنطقة، وقد أرسل كليهما جنود لمساعدة الأسد. أما أمريكا فجاءت متخفية وحذرة تحت غطاء حلف الأطلسي، فهي لن تغامر كما حدث في العراق فمازالت تلملم خسائرها من العراق حتى الآن.


أين العرب؟ نحن لا نراهم!
 في بداية الأزمة شهدنا دوراً بسيطاً للكثير من الدور العربية، تمثل أكثره في التنديد وأحيانا تهديد الأسد. فدول الشام كلبنان والأردن وحتى العراق استقبلت السوريين الهاربين من جحيم الحرب. أما دول الخليج فاكتفت بالأموال والغذاء للاجئين وحث أمريكا على التدخل لوقف التمدد الإيراني الشيعي في المنطقة - على حد تعبيرهم - لتهديده لمصالحهم وأمنهم. أما مصر فكانت تتأرجح بمواقفها تبعا لكل رئيس، فموقف مرسي لا يشبه موقف النظام الحالي، ودول شمال أفريقيا هي الأخرى انغمست بمشاكلها بعد الثورات التي طالتها. هل نسيت دول الخليج سوريا وانشغلت مع إيران في اليمن لتصفيتها هناك؟


من سيكتب النهاية!
 لن يكتب النهاية سوي أحد القوي الدولية الكبرى وهي أمريكا أو روسيا، التي تناطح كل منهما كالنعاج داخل سوريا، لاستعراض كل قوتهما وسيطرتهما على منطقة الشرق الأوسط. إذا اتفقتا روسيا وأمريكا وتنازلت إحداهما للأخرى تحت أي ظرف أو مصلحة في مكاناً أخر، ستنتهي الحرب السورية في غضون عام. والدليل على ذلك هو تنظيم داعش الذي ظهر من اللامكان وانتهي في اللامكان، لا أحد يدري من كان يدعم هذا التنظيم بالأسلحة والأموال وحتى الأشخاص والتدريبات. فلا أظن أن الشعب السوري كان قادراً على هكذا تمويل. والسؤال الذي يجب أن يطرح ليس متي يرحل بشار أو تنتهي الحرب، بل متي تتفق مصالح روسيا وأمريكا في سوريا؟

المصدر: مدونات الجزيرة الكاتب: زينب محمود سعدالدين
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ