سيناريوهات قتل السفير الروسي أبعد ما تكون عن نصرة حلب
سيناريوهات قتل السفير الروسي أبعد ما تكون عن نصرة حلب
● مقالات رأي ٢٠ ديسمبر ٢٠١٦

سيناريوهات قتل السفير الروسي أبعد ما تكون عن نصرة حلب

صفقت أيادي الكُثر، لقاتل السفير الروسي، يوم أمس، بعد أجهز مهمته تحت عنوان "حلب"، في حين أن الحادثة أتت في شهر للعلاقة التركية-الروسية، بعد  سنوات الحرب الست في سوريا، التي تذبذت فيها المشاعر بين البغض والكره والعداوة العلنية، وصولاً لدخول قفص الشراكة في اقتسام الأرباح.

تتداعى الأسئلة مع لحظات قتل السفير في فكر كل من تابع هذه الحادثة، فيقفز السؤال الأقوى، لم لا تكون روسيا نفسها هي من قتله؟ ففلاديمين بوتين الذي سيلتقي طيب رجب أردوغان، في أستانا، لدعمهما التفاوض بين ممثلي النظام السوري وممثلي المعارضة لإيجاد تسوية سياسية، تميز بالمكر والحيلة، ولربما قتل سفيره على أراضي أردوغان، تجعل من الأخير محرجاً أو ممتناً للتجاوز الذي لحق ب”الدب” الروسي على الأراضي التركية، ما يجعله يتغاضى عن الجرائم التي ارتكبها القيصر في سوريا أو في حلب مؤخراً على أقل تقدير.

لم يمر في ذاكرتي حين شاهدت القاتل، إلا سيناريوهات داعش والقاعدة، التي خلقتها أمريكا وعدة أجهزة مخابرات، اذ من الممكن أن يكون "مولود مرت ألطن طاش"، بدايةً لصناعة تنظيم جديد، ولكن هذه المرة من انتاج روسي خالص ، لتثبيت تواجده في سوريا ، وفي أي مكان يريد في المستقبل.

هناك سيناريو آخر قد يكون ممشوق القوام أيضاً، فهل يعقل أن تكون تركيا على علم بهذا الاغتيال؟ ربما ! ليكون هذا العمل نخزة أنقرة في خاصرة موسكو ما قبل الاجتماع الذي عقد بينهما اليوم، كرسالة لروسيا لتعرف حددوها.

 ما يثير الجدل هو الهدوء الذي عم المكان بعد مقتل السفير الروسي، بعد أن قام شاب من قوات مكافحة الشغب، ذو 22 عاماً، بعملية الاغتيال هذه، في ظل اجراءات أمنية تعتبر في أوجها على الأراضي التركية، وعلى الرغم من صراخ الشاب لم نرى في التصوير أي صخب او رعب من أحد المتواجدين في المعرض الفني، والأمر الواضح في تلك اللوحة المسرحية  أن القاتل كان لديه تأثير سمعي وبصري درب عليه بشكل واضح، ما جذب معظم المشاهدين الى صراخه وهتافاته التي نادت لأجل "حلب"، الذي اعتبره الجميع بطلاً

 القاتل نجح في انجاز المهمة الموكلة إليه، وتركيب سيناريو "هوليوودي"، جعل الاعلام والأكثرية يتوجهون بالصفير لشهامة هذا الشاب، واعتبار أن الحمية والانسانية هما من دفعاه لقتل السفير وانهاء حياته، ولعل هذا السيناريو هو أبعد السيناريوهات عن الواقع، ولم ولن يكون بمقدور شخص أن ينفذ العملية جراء انسانية دبت في مشاعره تعاطفاً لأجل حلب، وان كان الأمر صحيحاً فأين كانت مشاعره ماقبل حلب؟

ومهما كان السيناريو الحقيقي، فإن الاجتماع المقرر بين الروس والأتراك للمفاوضات بشأن سوريا في أستانا، لن يؤجل ولن يقف عند مسرحية شاب قتل سفير، وبالمجمل كلاهما ماهما إلا ضحايا خطة احدى الجهات، وربما كان مقتلهما هو نخب بدء ساعة العمل الجدي والجهود المشتركة بين البلدين من أجل إطلاق العملية السياسية الحقيقية لحل الأزمة السورية، بحسب ما أكد رئيسي الإمبراطوريتين العثمانية والسوفيتية.

المصدر: شبكة شام الاخبارية الكاتب: رنا جاموس
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ