صحوة أمريكية لضرورة نهاية الأسد قبل نهاية عهد أوباما
صحوة أمريكية لضرورة نهاية الأسد قبل نهاية عهد أوباما
● مقالات رأي ١٧ يونيو ٢٠١٦

صحوة أمريكية لضرورة نهاية الأسد قبل نهاية عهد أوباما

كما حلمنا مسبقاً بانقلاب الجيش أو الأمن على بشار الأسد، لنحلم اليوم بانقلاب البيت الأبيض على نظام الأسد، او بشكل أدق يبدو أن أوباما تعرض للصفعة من أحد أبرز جناحي الادارة الامريكية قبل انتهاء مدة رئاسته وبات ان يترك مكانه و هو حافظ قدر من ماء وجهه ، شيء محال، بعد أن مرغته مستنقعات الحرب السورية وهذا ما بدى جلياً اليوم من خلال إصدار أكثر من 50 دبلوماسي وخبير في وزارة الخارجية الأمريكية مذكرة يطالبونه بتنفيذ ضربات مباشرة ضد نظام الأسد لإنهاء الحرب في سورية.

في نظرة شمولية بين مواقف الإدارة الأمريكية في عهد أوباما الأمريكي وتصعيد الحرب السورية من كافة الجوانب و البلدان التي وقعت في شرك النظام السوري ، بحثاً عن مصالحها الإقليمية والدولية طبعاً، ما جعل هذه الدول تبارك هذه الحرب ضمنياً، بالرغم من إعلانها نصرتها للثورة و كان من الواجب سرد بعض المشاعر التفاعلية كي لا ينعت احدها باللاإنسانية.

يبدو ان كلينتون المرشحة لرئاسة أمريكا اليوم خلفاً لاوباما والتي من المتوقع أن تفوز بالرئاسة بعد اشهر كانت على دراية ان نظام الاسد سيصدر الارهاب الى كافة دول العالم وكانت ذات موقف سياسي واضح بضرورة اجلاء الأسد من منصبه، لكن مماطلة البيت الابيض في هذا الصدد جعل الموضوع بالفعل يطبق، و تسبب استمرار وجود نظام الأسد بتصدير الارهاب الى كافة دول العالم، وهنا كان لابد على الأسد ليحافظ على وجوده ، هو التعهد بإعادة كل اولئك المتطرفون الى المنفى الذي سيحمي انتشاره في كافة القارات من أوربا لأمريكا والذي يدعى "سوريا".

اعتقد البيت الأبيض أن إبقاء نظام الاسد سيساهم في ضخ كل السموم من كافة الدول الى سوريا لتكون ملاذ المتطرفين، لكن يبدو ان حلمهم هذا كان كحلم إبليس في الجنة، و لم يمنع وجود المتطرفين و تمددهم في سوريا الى جانب العراق من توزعهم في العالم بنطاق أكبر، و تحولت سوريا لمركز استراتيجي لعملياتهم وقياداتهم واصدار اوامرهم فتنظيم القاعدة الذي صنفه العالم على أنه إرهابي توزع في كافة ارجاء سوريا وتمركز في الشمال و تنظيم الدولة اتخذ قاعدته في الشرق السوري، وبدأت هذه الفصائل المتطرفة بضخ عناصرها في كافة دول العالم، وقد اكتشف أوباما مؤخراً الى جانب دول العالم كافة ان وجود النظام لم يكن بؤرة لجذب المتطرفين الى سوريا والبحث عن دولة الخلافة فيها، بل حول سوريا الى قطبي مغناطيس احدهما ايجابي يجذب نخبة القادة الى سوريا لتدير عمليات ارسال و تصدير الإرهابيين عبر القطب السلبي الى دول العالم و تنشرهم كالملح في طعام الأصحاء.

ولكن هذا الاكتشاف جاء متأخراً بل متأخر جداً، وليس هذا فحسب بل سيكتشف العالم مع الأيام أن رهانهم على الثورة السورية وابقاء الأسد أطول فترة ممكنة كان دليل قطعي لإدانتهم على العلن وبحكم مؤبد إن لم يكن إعدام لهم ، رغم ان ضمائرهم قد أعدمت منذ اول صاروخ نزل على طفل سوري

الكاتب: رنا هشام
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ