عامٌ على "الخلافة" .. و خلق الخلاف
عامٌ على "الخلافة" .. و خلق الخلاف
● مقالات رأي ٢٨ يونيو ٢٠١٥

عامٌ على "الخلافة" .. و خلق الخلاف

تحتفل أرض الخلافة بإضاءة أولى شموعها ، التي كما هو واضح أنه لن تكون الأخيرة ، و قد تتجاوز أصابع اليدين ، و من الممكن أن  تكتفي بشيء من أصابع الكف .

هكذا تم الإبلاغ : "قررت الدولة الإسلامية، ممثّلة بأهل الحل والعقد فيها؛ مِن الأعيان والقادة والأمراء ومجلس الشورى إعلان قيام الخلافة الإسلامية"،وتنصيب خليفة للمسلمين، ومبايعة الشيخ المجاهد، العالم العامل العابد، الإمام الهمام المجدد، سليل بيت النبوّة، عبد الله: إبراهيم بن عواد بن إبراهيم بن علي بن محمد، البدري القرشي الهاشمي الحسيني نسبًا، السامرائي مولدًا ومنشأً، البغدادي طلبًا للعلم وسكنًا، وقد قبل البيعة؛ فصار بذلك إمامًا وخليفة للمسلمين في كل مكان".

عامٌ على "الخلافة" ، سبقه قرابة ثلاثة أعوام على ظهور بدايتها بأرضنا، و إعلانها الدخول إلى جانب فرعها آنذاك "جبهة النصرة" ، لنصرة أهل الشام والدفاع ضد الغي و القتل و التدمير ، سبق هذا العام أشهر من تحول القتال ، من النظام ومليشياته ، إلى قتال الثوار ، وسحب ما تم استرداده بالقوة تارة ، و بالسطوة و الترهيب تارة أخرى ، فإُعلنت من الموصل في خطبة الجمعة ، أن البغدادي بات "الخليفة" ، و أن الخلافة قد إنطلقت رسمياً بعد طلاقها عن القاعدة لخلافات بين المتباييعن بـ"الدم" على الموت ، و للموت ، حتى بلوغ الإسلام كل أصقاع الأرض أو الهلاك دون ذلك .

عامٌ على "الخلافة" ، مضى في كل تفاصيله الزمانية ، و بقي في أدق بصماته حاضراً ، جاثماً ، قابعاً في نفوس الجميع ، بأن الجرح بات جرحين ، و أن القاتل قد وجد من يساهم معه ، و يسانده ، و يؤازره ، يمدد العون له ، مقابل بضع حركات ، و تضحيات بهذه المنطقة أو تلك ، و لكن دون المساس بالخطوط الحمر .

عامٌ على "الخلافة" ، و يمضي الخليفة و أتباعه في صناعة أرض الخلافة على أرض المسلمين ، و بناء الدولة الرشيدة على أجساد المسلمين ، و نحت المجسمات بأيدادي المسلمين على أكفان المسلمين ، و أكفان كل من رأى في الحياد وسيلة للنجاة ، فلا المخالف له مكان ، و لا للخلاف أي فعالية ، فالوأد حاضر لهما .

عامٌ على "الخلافة" ، عجزت الخلافة إلا عن كسر بعض الحصون لتذر الرماد ، و عجزت عن الممنوع ، فعجزت عن  مطار ديرالزور العسكري ، و اجتاحت كل النقاط في العراق ، و ووسعت و هدمت كل المحرر في سوريا .

عامٌ على "الخلافة" ، اكتفت الخلافة بجمع النفط و الإتجار به ، و تحويل كل المعدات التي تملكها لبناء الإسطورة .

عامٌ على "الخلافة" ، نسي لماذا آتوا .. عامٌ على "الخلافة" ، أنسوا العالم بأسره لم قدموا .. عامٌ على "الخلافة" ، فعلوا ماعجز كل العالم على فعله .

عامٌ على "الخلافة" ، شاركوا فيه بمزيد من القتل ، و التحقير ، و احضار بدل المستبد الآلاف ، و صنعوا بدل الصنم ، مقدسات على شكل بشر ، لا يحق لك إلا أن تقول "الأمر و الطاعة" ، فالبيعة لهم يعني أن تبيع كل شيء حتى عقلك ، و لا يحق لك الفكاك ، بينما هم يتمكنوا من الفكاك و تأسيس "الخلافة" .

عامٌ على "الخلافة" .. و خلق الخلاف ، بين الجميع و ضد الجميع ، و لأجل الجميع إلا أنفسنا .

عامٌ على "الخلافة" .. و خلق الخلاف ، و خلق الأشباح و صناعة الأعداء و زيادتهم .

عامٌ على "الخلافة" .. و خلق الخلاف ، و اختلاق الفصال و التشظي .

عامٌ على "الخلافة" .. و خلق الخلاف ، و إهمال المشكلة الأم و التركيز هل "أدخل الحمام بقدمي اليمين أم اليسار" .

المصدر: شبكة شام الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ