فصائل ثورتنا "احذروا غضبة الشعب إذا ثار ضدكم"
فصائل ثورتنا "احذروا غضبة الشعب إذا ثار ضدكم"
● مقالات رأي ٧ يوليو ٢٠١٧

فصائل ثورتنا "احذروا غضبة الشعب إذا ثار ضدكم"

شكل غياب القضاء المستقل والقيادة العسكرية الموحدة عبء كبير على المدنيين في المناطق المحررة التي تحكمها فصائل الثورة بتعدد أسمائها وتوجهاتها، حيث كثرت أخطاء هذه الفصائل في الوقت الذي يعجز فيه المدنيون دفع أي ظلم عنهم أو اللجوء لأي محكمة تبت في مظلمتهم ما دامت الفصائل هي الخصم والحكم.


هذه الأخطاء تتمثل في عمليات الاعتقال والتضييق على الحواجز واستغلال المؤسسات المدنية في صالح الفصيل، وعدم إنصاف الضعيف ومساندته، وتسلط القوي وتجار الدم، وسط غياب الرقابة والمحاسبة، إلا إذا كان للأمر علاقة بالفصيل أو حتى عنصر أو قيادي تابع للفصيل فتتحرك الأرتال وتجمع الحشود، أما غير ذلك فيضيع الحق بين محاكم الفصائل وبين شد ومد.


لا يمكن أن تستثني أي فصيل في هذا الأمر ولا أي منطقة، فكما هي الأخطاء والتجاوزات والمظالم في الغوطة الشرقية ذاتها في إدلب وفي مناطق درع الفرات وفي درعا مع بعض الفوارق الصغيرة بينها، فالمدنيون تحكمهم القوة والقبضة الأمنية، وسط غياب الدوائر القضائية التي من المفترض أن تدافع وتحمي حقوقهم.


كثيراً ما نسمع عن تجاوزات للهيئة هنا والأحرار هناك، والجيش الحر على اختلاف أسماء فصائلهم، يتصرفون كلا في مناطق سيطرته بأنه السيد الاقوى والحاكم الأجدر، يفعل مايريد، ولو على حساب الجميع، فالأرض قد ملكت له، والمدنيون فيها تحت حكمه وسلطته وجبروت قادته، فتعاظمت الأخطاء ولم يحاسب أي من المخطئين مع اعتذارات ببيانات لا تتعدى حبر الورق الذي كتبت عليه.


التشبيح الإعلامي أيضاَ للفصيل والدفاع عنه عن كل خطأ يرتكبه عناصره يتولاه إعلاميون من ذات الفصائل، قالوا أنهم مستقلون وينطقون بالحق، ويدافعون عن المظلوم، وما نطقت ألسنتهم إلا بشيء ينصر فصيلهم، ويتهم الخصم، لتتوازى التراشقات الإعلامية، وكل طرف ينتظر الآخر على خطأ يشن فيها حربه ضده ويشعل بها مواقع التواصل الاجتماعي، قد تليها حشود وأرتال وتسير جيوش.


ما الفرق اليوم بين ما ارتكبه الجيش الحر في الغندورة بحلب وما فعلته الهيئة في إحسم ومعرة النعمان، ومافعله جيش الإسلام وفيلق الرحمن في الغوطة، وماحصل قبل عدة أيام بين مدينة بصرى الشام وبلدة معربة بريف درعا من اعتقالات وانتهاك لحقوق المدنيين وقصف وقتل متبادل، وعلى حساب دماء أبنائهم وتضحياتهم التي قدموها طيلة أعوام الثورة، فهل باتت شريعة الغاب تحكمنا، وبات كل فصيل سيد على بقعة جغرافية تضيق به يوماً بعد يوم، يلاحق أبناء جلدته ويضيق على المدنيين في الوقت الذي تكالبت فيه كل أمم الفساد لصالح الأسد ضد هذا الشعب، وباتت تتوسع على حساب الفصائل يومياً بعد يوم وهم في غفلة من أمرهم.


سبع سنوات مرت عجاف على الشعب السوري منذ بداية الحراك السوري وهو يترقب تلك السنوات الخضر التي ستليها بعد أن ينهي عهد الاستبداد والظلم، واضعاً كل أمله وثقته بعد الله بفصائل الثورة وأبنائه العسكر، ليأتي الظلم منها، ويقتل من يقتل بدم بارد، لا محاسب ولا رقيب عليهم، وقضاء ولا ناصر لهم، يعتقل أبنائهم أمام عيونهم على يد من حسبوه حامياً لهم، تتعدد الحجج في الأسباب، وتتعدد الوجوه والفصائل التي تمارس ذات الفعل، الذي بسببه ثار كل هذا الشعب على جلاده الأسد ودفع كل هذه التضحيات والدماء لأجل أن يحيا بحرية وكرامة وعدالة، فاحذروا غضبة الشعب، واعلموا أن فيه قوتكم، كما أن فيه سقوطكم عندما تحاربونه وتنتهكون حقوقه، فإن للشعب غضبة إذا ثارت ضدكم لايمكنكم بعدها الوقوف في وجهه.

الكاتب: أحمد نور
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ